خالد الربيعان
في الأمثال الشعبية هناك مثل شهير يقول «زامر الحي لا يطرِب» ويوصف به حالة الفنان أو الشخص الموهوب في شيء ما، وعن أن سوء حظه لابد وأن يلازمه في بلده التي يظهر فيها يجد الأضواء تنحسر عنه لأنها بالفعل على شخص آخر أو أشياء أخرى.
ينتقل نفس هذا الشخص إلى مكان آخر ليجد التقدير والمكانة التي يستحقها، زمَّار الحي لا يطرب أحداً يمكن أن تقال على الإنجاز السعودي الأخير في الكاراتيه عماد المالكي بطلاً للدوري العالمي للعبة وزميله الحامدي حقق الذهبية أيضاً لنكون في المركز الثاني بعد اليابان المستضيفة وموطن اللعبة أصلاً! ومن بين 54 دولة.
إنجاز أنا اعتبره خارقا للعادة عندنا ولابد من وضعه في مكانه الصحيح، ففي مكان آخر ربما أصبح يوم تحقيق هذا الإنجاز عطلة رسمية وتسمية بعض الميادين والشوارع على أسماء محققيه.
المالكي وزميله وباقي المنتخب السعودي - الاستثنائي- ليسوا أوائل الزمَّارين الذين لا يطربون! عند البحث عن هذا الموضوع دُهِشتْ! لو بحثت أنت ستجد قائمة طويلة منهم مثلاً حسين جساس في كمال الأجسام بطل مستر أولمبيا 2013 وشقيقه حسين الذي حقق ذهبيتين في هونج كونج منذ أسابيع.
أيضاً عندنا بطل راليات «عالمي» هو يزيد الراجحي! الرجل يشارك منذ 2008 في الراليات «العالمية» منها بطولة العالم في 2012 وكأس العالم للراليات الصحراوية منذ عامين! ومنذ أقل من شهرين ختم أطول رالي في العالم بالصين في المركز الثاني.. من بين 140 متسابقا.
في مدة 8 سنوات هذا الرجل حقق 11 مركزا أوَّليا - من الأول إلى الثالث - في بطولة الشرق الأوسط التي تقام كل سنة في دولة من دول المنطقة، 6 مراكز أولية في بطولة العالم للراليات الصحراوية منهم رالي أقيم في روسيا، 12 مركزا أوَّليا في بطولة العالم التي تقام كل سنة في دولة عالمية منهم المركز الأول في رالي السويد «الثلجي».
أحد أركان الاستثمار الرياضي والمسئولية الاجتماعية كما قلنا من قبل واسم يزيد الراجحي بالذات له ملف كبير فيها، فهو سفير لمكافحة التدخين، وأحد سفراء السعودية والخليج في مجال التبرع بالأعضاء، ويشارك في رالي جدة وهو رالي سياحي في المقام الأول، وهو من رواد العمل التطوعي مثل دعم المشروعات الخاصة ومجمعات تحفيظ القرآن والكثير من الفعاليات الاجتماعية الخاصة، لكن كما قلنا: زامر الحي لا يطرِب.
أخيراً ليس هناك مانع بالمرة من التركيز الإعلامي على كرة القدم في المقام الأول! ولكن ليس كل التركيز فهذا خطأ مهني واجتماعي كبير! وحتى لو أخذت الكرة من الاهتمام والتركيز نصيب الأسد كما يقولون فأين نصيب هؤلاء الناس من مسيري الرياضة السعودية وأين هم من الإعلام؟! فتعبير نصيب الأسد جاء لـ»أغلبية» وليس «كل» الاستحواذ.
هناك
هناك في أماكن أخرى أخص منها أميركا، كرة القدم الأمريكية هناك بمثابة كرة القدم عندنا! ولكن هذا لا يمنع أن التنس والهوكي والبيسبول وكرة السلة وحتى كرة القدم تجد نصيبا هائلا من الاهتمام بها وبأبطالها! بل أن السباحة عندما تميز فيها الأمريكان في بداية الألفية رفعوا درجة الاهتمام بها لدرجة أنها أصبحت ثالث رياضة من حيث التمويل الأولمبي 53 مليون دولار من 2004 حتى 2014 والنتيجة كانت تحقيق 90 ميدالية أولمبية في نفس الفترة، نهايةً أبدأ بنفسي وأشكر جزيل الشكر كل من البطل عماد المالكي وزملائه، والجساس وشقيقه، والكبير يزيد الراجحي بالطبع.