سلطان الصنات - الرياض:
قدر لهذا الحوار أن ينشر اليوم بعد رحيل المُحاور.. كأن الموت دافع الحياة.. وإلا لماذا ظل حبيس الأوراق منذ أن اختتم معرض الرياض الدولي للكتاب، حيث التقيت الأستاذ صالح المنصور رحمه الله.. أو كما أسمته رواية الأستاذ ابراهيم الوافي «الشيوعي الأخير»، ببدلته المعتادة وكرافتته الحمراء، وكان لي أن أجريت معه هذا الحوار الذي تطرق فيه إلى العديد من قضايا المجتمع في وقته الراهن، كالدين وعمل الهيئة وثقافة أبناء هذا الجيل.
* بداية كيف ترى معرض الرياض الدولي للكتاب ؟
- هو بلا شك محفل سنوي وتظاهرة ثقافية تجمع الصغير قبل الكبير، ومن هنا فهو فرصة سانحة لبناء جيل واع ومتنور يرى في الثقافة غذاء للفكر ودواء الروح.
* بما أنك تطرقت للعمر كمحدد من محددات الثقافة: كيف ترى ثقافة هذا الجيل ؟
- في الحقيقة وكما يبدو لي أن هناك نقصا أو لنقلْ خللا لدى ثقافة أبناء هذا الجيل، وفي رأيي أن ذلك يرجع إلى التعليم حيث لا يكفي حفظ النصوص وحدها لبناء جيل واع ومثقف، بل العمل والتدريب في الميدان منذ الصغر هو ما يخلق لنا جيلا قادرا على أن يحول ما درسه وتعلمه إلى سلوك.
* للتو، كنت في معرض الرياض الدولي الكتاب: ما أبرز الأحداث التي شدتك وتود الحديث عنها ؟
- لفت نظري في الحقيقة ما يفعله بعض المحتسبين من تجاوزات وتدخلات بخصوصيات الآخرين تصل لحد الوقاحة أحيانا، كان آخرها أن طلب أحدهم من امرأة؛ أن تحتشم وتتستر رغم أنه تبدو عليها كل صفات الستر والاحتشام.
* حدثنا عن تجربتك الخاصة مع الشيوعية بصفتك أحد الشيوعيين القلة في المملكة العربية السعودية: فماذا تقول ؟
- الشيوعية بفكرتها سهلة وواضحة ولا تتعارض مع الإسلام في شيء، ولكن أمريكا هي من عمدت على تشويهها لسنوات طويلة وعبر عقود من الزمن وسخرت آلاتها الإعلامية في سبيل صدها ودحضها وهذا ما جعل الناس تعتقد بأنها تدعو للفجور والإلحاد.
* أسماك المؤلف إبراهيم الوافي في روايته التي لم يذكر فيها اسمك صراحة بـالشيوعي الأخير، هل أن في هذا دلالة على انقضاء الشيوعية في ذاك الوقت، أم أنها كانت مجرد سخرية وتهكم من باب تحجيمها ؟
- لا يهمني صراحة إن كان فيها سخرية أو دلالة على أي شي آخر، ولكني أعكف الآن على كتابة رواية جديدة أسميتها «شيوعي الرياض»، ردا على رواية الشيوعي الأخير وتصحيحا لبعض المفاهيم التي وردت فيها.