د. ابراهيم بن عبدالرحمن التركي
**بالرغم من كوننا غرباء عنهم لكننا نستطيع تمييز الأميركي الشمالي من الجنوبيِّ بتأمل لهجته، وقد ندقق أكثر فنعرف إقليم ولايته،وذوو المكان -في كل أرضٍ- قادرون على تحديد هوية المرء من لسانه، أما «نجيبنا» فلن يتردد سامعُه في القول إنه خليجي من المنطقة الشرقية،وربما توقف عند مذهبه وقبيلته وعمومته وخؤولته دون أن يجزم بشيءٍ حولها؛ فلا ملامح شكلية أو موضوعية توحي بها،كما أن من يتابعه سيراه في شمال الوطن وجنوبه ووسطه وغربه دون أن يفتقدَه أهله في الدمام والخبر والجبيل والقطيف.
**عاش أهله في بيئة متسامحة، وانتقل جدُّه من عنيزة إلى بيئة متسامحةٍ أخرى ؛ فكان «السُّنيَّ» الوحيد بين جيرته وصار المقربَ منهم المؤتمنَ على ودائعهم، وجاء الحفيد - كما الجد -محبًا للناس محبوبًا منهم، مباشرًا حين يحكي ، ألوفًا حين يَفتقد،معطاءً إذ يقدر، موزعًا وقته وجهده في العمل الخيري، منفقًا ما يتبقى منه على الكتابة والمحاضرات والمنتديات.
** أسس منتداه في الرياض باسم : ( أمطار)؛فجاء الاسمُ وسمًا للمسمِّي قبل المسمَّى، وكسبته الشورى دورةً يتيمة فكسبه الناس كل الدورات،وبات همه الالتقاء بالشباب في كل مواقعهم؛ عارضًا تجربته الفكرية التحولية وحياته الثرة الغنية،غير هيابٍ أن يقول كلَّ ما عرفه ويعرفه ومرَّ أو يمر به،وصار الآخَرون يشاركونه مرضه وصحته، ويدركون كيف يقسو على نفسه من أجل غيره.
**الإنسان: نجيب بن عبدالرحمن الزامل متجددٌ ومتعدد،ويذكر صاحبكم يومًا عاصفًا مليئًا بالغبار وكانت له محاضرة على بعد مئات الكيلات عبر السيارة، وغيره سيعتذر دون تردد وسوف يُعذر من غير عتب، لكنه جاء في الوقت المحدد، ودعوناه في الجمعية الخيرية السعودية لمرض الزهايمر فكان حضوره إضاءة بما يملكه من روح، وإضافةً بما لديه من خبرات؛ فلأبي يوسف دعاءٌ بالعمر المديد ليُسعد ويَسعد.
**الخيرية فطرة.