نعى الوسط الثقافي السعودي الأستاذ صالح المنصور الذي انتقل إلى جوار ربه يوم الاثنين 2-1-1438هـ إثر حادثة دهس مؤلمة، و يعد المنصور - رحمه الله - أحد الملامح البارزة الحاضرة دوماً في المناشط الثقافية والفكرية والأدبية بمدينة الرياض، وله إسهامات صحافية عبر المقالات التي كتبها قبل سنوات، وألهم بعض المبدعين في الوسط الثقافي السعودي لكتابة إبداعات مستلهمة منه؛ لما يمثّله من حالة فردانية ثقافية خاصة في المشهد الثقافي السعودي. الشاعر سليمان الفليح كتب قصيدة (كافكا) قبل 26 عاماً قال فيها متحدثا عن المنصور:
في كفّه كتاب ..
لربما يكون (رأس المال)..
أو رسائل تروتسكي ..
أو ربما (محمية العقاب) ..
تشرب في صحبته القهوة البيضاء ..
وألهمت شخصيته الثقافية الفردانية الجاذبة للأسئلة الأستاذ إبراهيم الوافي الذي عنون إحدى رواياته بعنوان: «الشيوعي الأخير»، وربما يكون ملهماً لأعمال إبداعية أخرى في المستقبل القريب؛ لاسيما أننا في ثقافة لا تدرك قيمة الأشياء إلا بعد رحيلها، وتداول المثقفون خبر نعيه عبر وسيط تويتر في وسم #صالح _ المنصور ، فكتب الأستاذ زياد الدريس: «... كان غاية في الطيبة والصدق و النقاء، شهادته الفذة أنه كان مشغولاً بأفكاره ولم يؤذ الآخرين في أفكارهم» وغرّد الأديب فائق منيف قائلاً: «كان رقيقا كالنسمة، لطيفاً كالطفل، وفياً مع مبدئه، اقتنع بفكرة واعتنقها ملبساً ومنطقاً حتى ظنه الغرباء غريباً» بينما استذكر الإعلامي يحيى الأمير معرفته بالراحل فكتب: « عرفته لسنوات طويلة، ظلّ ثابتًا لا يتغيّر وهذا شأنه، وظلّ طيبًا لا يجرح ولا يعادي أحداً وهذا شأننا، رحمك الله». المنصور ترك الكثير من الأوراق والقصاصات التي كتبها بخط يده في مقر سكنه كما أشار أحد الأصدقاء المقربين منه، تنتظر من ينقّب عنها ويفحصها من أصدقائه ومحبيه ربما تحمل إجابات وافية حول الهموم والأسئلة والأسرار التي كان يحملها في شخصيته. الثقافية تقدّم واجب العزاء لأهله ومحبيه و لذويه وتسأل الله أن يسكنه الفردوس الأعلى
و{إنا لله وإنا إليه راجعون}.