سعد الدوسري
كل الذين عايشوا لحظات تفجير برجي مبنى التجارة العالمي، يوم الثلاثاء 11 سبتمبر 2001، شعروا شعوراً موحداً:
- كيف سيكون رد الولايات المتحدة الأمريكية؟!
لم يكن أحد يصدق أن بإمكان 19 شاباً من شباب القاعدة، اختطاف أربع طائرات ركاب ضخمة، وقيادتها في الأجواء الأمريكية، وضرب أهم رموزها الاقتصادية والعسكرية. وتوالت بعد ذلك التحليلات، سواءً من داخل المؤسسات الأمريكية أو من خارجها، يؤكد بعضها ضلوع القاعدة في هذا العمل الإجرامي بالتنسيق مع قيادات أمريكية وصهيونية خفية، ويؤكد البعض الآخر بأن ما حدث هو عمل عسكري من داخل المؤسسة العسكرية الأمريكية، ولا علاقة للقاعدة ولا لغير القاعدة به، إنما هو سيناريو المستهدف فيه السعودية، وكان أصحاب الرأي الأخير يشددون على أن الرد الأمريكي قد يتأخر، ولكنه سيُطبخ داخل الفرن الأمريكي الرسمي، على نار هادئة.
اليوم، وبعد 15 سنة على تلك الأحداث، ينجح الكونجرس ومجلس الشيوخ الأمريكيين في إقرار قانون ما سموه «العدالة ضد رعاة الإرهاب» (جاستا)، لكي يتيح لأهالي ضحايا 11 سبتمبر رفع دعاوى تعويض ضد السعودية. ولو كنا نملك إعلاماً حقيقياً، يعرف كيف يدير الأزمات، وكيف يصنع له اللوبي القادر على تهيئة الرأي العالمي لمخططات المؤسسة الأمريكية، لما وصلنا إلى هذا الحال.