سيطرت الرياضة مؤخراً، وخاصة كرة القدم على حياتنا اليومية، وطغت على روابطنا الاجتماعية، وتسيدت مواقفنا، وتحزبت جراءها الإخوة -وربما تفرقت اللحمة- واستشرى نوع من العنصرية بيننا وتولدت الكراهية.. فأهل البيت الواحد تباينت ميولهم واختلفت وجهات نظرهم وتصاعدت حدة الخلافات بينهم!! نتيجة (لعبة ساحرة).. وأرجو ألا أُفهم خطأً فكلنا -إلا من رحم الله- ذلك الشخص.. وأقصد أن من: (سلبياتها الطاغية): تأثيرها على عباداتنا الدينية وعلاقاتنا الاجتماعية؛ فليس من المقبول ولا من العقل: أن تؤخر العبادات وتضيع الصلوات وتقتل الأوقات وتترك المصالح الخاصة وتهمل الأسرة والأولاد -حتى إشعار آخر- جراء تصفيات تجرى ومباريات تلعب وبطولات تقام.. ليلاً نهاراً.. صيفا وشتاء.. بل وحتى في مواسم الخيرات والأيام والليالي الشريفة في رمضان وغيره!! حتى استهلكت جل الأوقات وقضت على زهرة أعمار بعضنا في أمر لا يعود عليه بنفع ديني ولا دنيوي ولا حول ولا قوة إلا بالله..
نحن نؤمن بأن في ديننا فسحة وسعة وأن للتسلية حظ من النظر في شريعتنا السمحة.. ولكن إن تأملت الواقع المشاهد الملموس تصطدم بالحقيقة وكأننا خلقنا للرياضة لا غير!! تأملوا معي قليلا ماذا يدور في المجالس من المشاحنات وكم من المباريات في القنوات، وكم يهدر من الوقت والساعات والمتابعات؟!! ففي الموسم الواحد تلعب ما لا يقل عن 182 مباراة.. كل واحدة منها تستغرق ساعتي زمان مع صرف النظر عن وقت التحليل قبل وبعد المباراة.. كم ساعة في الموسم تذهب سدى وتروح عبثا؟!! ناهيكم عن دوري الدرجات الأخرى والألعاب الثانية ومتابعة الدوريات والبطولات العالمية وغيرها.. شي مدهش حقا.. نعود بالقول إننا لسنا ضد الرياضة، وخاصة في هذا الزمن المتخم بالأخبار المزعجة والأحداث المؤلمة.. ولكن من (بلي) بمتابعتها، فعليه أن تكون: وفق ضابط ومعيار وعقل حاضر.. بحيث لا تكون على حساب الأمر الأوجب (الصلاة).. ولا على حساب الحقوق اللازمة للوالدين والزوجة والأولاد والأهل.. أو صلة الرحم الواجبة.. أو تعطيل منافع العباد.. كما هو حاصل مشاهد في حياتنا من كثير من الناس، نسأل الله التوفيق والهداية.
قال الناظم:
الوقت أنفس ما عنيت بحفظه
وأراه أسهل ما عليك يضيع..
أحمد إبراهيم الحماد - حائل