سامى اليوسف
الحافز والرغبة هما وقود النجاح، والطموح هو أساس الإنجاز، وتطوير الذات أساس تحقيق الأمل، فالرغبة القوية هي الإضافة التي تصنع الاختلافات الضئيلة، وهذه بدورها تصنع الفارق الكبير..
هذا تقريباً ملخص الفكرة الرئيسة لكتاب ( أراك على القمة ) للكاتب الشهير زيج زيجلار.
علمتنا التجارب أن الحياة .. قرار، وهذا ما قرره لاعبو المنتخب قبيل المواجهة المفصلية أمام استراليا، أن يلعبوا لأسمائهم أولاً لكي يثبتوا أنهم عاقدو العزم على بلوغ المونديال، فقد قدروا قيمة العمل نحو الهدف، وبدأوا بالتعاون ومساعدة بعضهم البعض حيث المشاركة الفعلية، بإخلاص، وتضحية، وروح المسؤولية والقتالية، مع رفع سقف الطموح.
يقول الحارس الأمين ياسر المسيليم: «الثقة، وروح الانتصار موجودة لدينا كلاعبين، رغبة الفوز في نفوس اللاعبين حتى في التمارين نرفض الخسارة»، هذا الكلام يعكس تحولاً مفرحاً، يجعلنا نقول إن «أمنية» المونديال التي نحلم بها هي في أيد أمينة، وقلوب واعية.
الجولة الرابعة هي جولة رسم ملامح الترتيب والمنافسة الجادة في المجموعتين الآسيويتين في رأيي، ويجب أن لا تنسينا الفرحة بمستوى الأخضر الذي ظهر به الصقور امام استراليا أننا لم ننتصف في مشوارنا الآسيوي بعد، والمحطات المهمة تأتي إلينا تباعاً، بل تتبدل من مباراة لأخرى، من مهمة إلى أهم.
الثلاثي يكسب التحدي
اللافت في مواجهة أستراليا أنها شهدت ثلاثة تحديات لثلاثة عناصر مهمة في «الأخضر»، أولاً المدرب الهولندي مارفيك الذي آثر الصمت ازاء الانتقادات التي طالت عمله من الاعلام والجمهور وجعل رده عملياً في الملعب من خلال الثبات على التشكيل واجادة قراءة خصومه ومبارياته ليكسب التحدي مجددًا. ثانياً المشرف على المنتخب طارق كيال، والذي طالته انتقادات غريبة في توقيتها ، ونوعيتها قبيل المباراة بيوم على خلفية مغادرته الأهلي وقبوله لمهمته الادارية الجديدة مع المنتخب، فكان رده عملياً ، وكسب التحدي. ثالثاً الهدّاف ناصر الشمراني، والذي تم استبعاده عن صفوف المنتخب لأسباب غير فنية، وتعرض لضغوط اعلامية، وحملات صحافية وجماهيرية منظمة تفتقر للنزاهة في شكلها ومضمونها، إلا أنه آثر الصمت هو الآخر، وجاء رده عملياً ، وفي شباك خصم قوي لم يسلم من اعلامه أيضاً!.
فواصل
* أساؤوا للنجم نواف العابد، واتهموه كذباً، فكان رده قاسياً في الملعب بعطاء ونجومية تعكس اخلاصه، وانضباطيته، وتميزه.
* سجل النجم تيسير الجاسم موقفاً رائعاً يعكس اخلاقه، وثقافته، ووعيه عندما لم ينسَق خلف «بيان» التعصب، وأبواقه، وذلك بحضور فني مميز توجه بهدف ثمين، وتصريح متلفز عاقل.
* في يوم التصفيات الآسيوية الطويل، والمتشابك في تواقيت مبارياته، كانت قنوات «بي ان سبورت» حاضرةً بمهنية عالية، واستديوهات تحليلية موضوعية، واخراج مع تعليق احترافي متمكن.