فهد بن أحمد الصالح
كتبت سابقاً عن بناء اتحاد الرياضة المدرسية والسعادة بالموافقة على إنشائه ودور اللجنة العليا لسياسة التعليم في إصدار ضوابطه ولوائحه التنظيمية وقرار تعيين أمين عام له وبعض الآراء في البناء المؤسسي للاتحاد وضرورة وجود خطة إستراتيجية مرحلية وتكييف الخطة والبرامج مع رؤية الوطن 2030 لأن فيها محاور لها علاقة مباشرة بالرياضة والتربية ويعول عليه أن يكون حصان سبق في تحقيقها، مع الاهتمام بالاتفاقية الثنائية بين الوزارة وهيئة الرياضة، ونجاح التوأمة مع اتحاد الجامعات السعودية وتفعيل رياضة ذوي الاحتياجات الخاصة في المراحل الثلاث والمعاهد، وتبني ملف النقص بعدد معلمي التربية البدنية وكيف يتحقق سد العجز في أقصر مدة ممكنة، واليوم سأذكر بعد الاضاءات التنفيذية لاستمرار إيجابية الاتحاد والتي هي محل تفكير المختصين من أجل العمل بروح الفريق الواحد وإيصال صوت المجتمع للقائمين على الاتحاد كي نجعل للرياضة المدرسية قيمة مضافة في السلوك الاجتماعي والتطوير التربوي كما يلي:
1/ نقدر أن اتحاد الرياضة المدرسية لن يكون فاعلاً مثلما نريد إن لم يتحقق له الدعم المادي الرسمي تحديداً، ولكن هذا لا يجعلنا نقبل بأنصاف الحلول أو برامج متقطعة ومبتورة وفي المناطق الرئيسية فقط ولكن على العاملين والمعنيين بالاتحاد أن يطرحوا رعايته التجارية على الكيانات الاقتصادية وخاصة التعليمية والرياضية منها فهي اليوم تمثل في ناتجنا المحلي قيمة كبيرة ولابد من تحقيقها لهذا الأمل المجتمعي وعليها أن تفيد ولها أن تستفيد، ولا ننسى الرعاية السابقة لإحدى الشركات لدوري المدارس في عموم مناطق المملكة وإن كان هدفها تجاري للحصول على شريحة من العملاء تقدر بالملايين ولا نعلم عن مقدار الإضافة التي حصلت عليها الوزارة في مشهدها التربوي والرياضي من تلك الرعاية.
2/ لكي نجعل من حصة الرياضة مادة تحفيزية فلابد أن نستخدمها بصورة أكثر مع المتميزين من الطلبة في الناحية العلمية والتربوية وكذلك الرياضية ونعقد شراكة مع الأندية الرياضية الخاصة لتبني هؤلاء الطلبة ومنحهم اشتراك مجاني يتفق على مدده حسب التميز لكي نضمن معها أن تكون الرياضة حافزا لسلامة الجسم لأن العقل السليم في الجسم السليم وهذا يأتي تحقيقاً لثقافة المسؤولية الاجتماعية في القطاع الخاص أو من خلال برنامج الرعاية التجارية الذي تحدثنا عنه.
3/ إذا كانت ملاعب المدارس لا تكفي خاصة في المستأجرة وهي ليست قليلة فلابد من عمل اتفاقية ثنائية مع البلديات وباستخدام ملاعب الأحياء وسترعى الأمانات تلك النشاطات لأن لديها إدارة لخدمة المجتمع فاعلة جداً وتقدم خدمات رائعة وفي هذا الصيف وبمبادرة للمسؤولية الاجتماعية نظموا دوري للحواري بين الأحياء مع شركة الاتصالات السعودية بالرياض وباستخدام تلك الملاعب في صورة وإن كنا لا نراها إلا في الإجازة الطويلة إلا أنها تستحق الشكر والتقدير.
4/ الاستفادة من اللاعبين السابقين أصحاب السلوك الحسن والذين يتخذهم الطلبة قدوات في ترسيخ الكثير من التعاملات الحسنة وتعزيز الجانب الرائع للرياضة وأنها ليست للترفيه والتسلية وإنما نستطيع أن نخلق منها قيمة مضافة للسلوك.
5/ ننتظر من خلال الدوري المدرسي والتنافس المناطقي أن يساهم الاتحاد باكتشاف المواهب وتبنيها وتشجيعها وتثقيفها لما يجب أن تكون عليه وكيفية تعامله مع الاحتراف والشهرة وتقديمه كي يكون عنصر فاعل مع الأندية والمنتخبات.
6/ دون شك أن مهام الاتحاد لن تكون رياضية بحتة وإنما يأتي الجانب التربوي فيها بنفس الأهمية ولذا فإننا ننتظر أن يسهم الاتحاد بعلاج ظاهرة التعصب الرياضي وتقليل درجة الاحتقان التي نراها في المنافسات الرياضية ودراسة تفاقم مستويات الولاء للنادي أو للاعب بدرجة أصبحت تؤثر على النسق الاجتماعي والترابط الأسري، مع ضرورة دراسة الواقع دراسة دقيقة وبنظرة شاملة وعلى مراحل التعليم العام لأن علاجها بدقة وشمولية يعني القضاء على هذه الظاهرة.
7/ بالإضافة إلى أننا ننتظر من الاتحاد أن يكون مسانداً للأسر في تثقيف الأبناء بالتغذية الضارة ذات الدهون المشبعة والوجبات السريعة التي ارتبط بها الأبناء ارتباط السوار بالمعصم بالرغم من خطورتها وضررها على الصحة والآثار الواضحة على أوزان الطلبة بجميع المراحل وعجز الأسر مع الأبناء في التحول الاستهلاكي للوجبات الصحية بالإضافة إلى أن العديد من الأسر لا تعرف أو لا تدرك تلك المضار فلسنا مجتمعاً ملائكياً يعرف كل شيء ويستطيع إيصاله.
في الختام.. سنقف بكل احترام وتقدير للمجهودات التي سيطالعنا بها الاتحاد، وسيتفاعل المجتمع متطوعاً لبرامجه، وسيقف أهل الفكر والقلم لمساندته حتى يتجاوز أهدافه، وسنقول في يوم من الأيام إن هذا الاتحاد كان حديث الانطلاقة ولكنه عمل بهمم الكبار وحقق تطلعات المجتمع لأنه يحمل فكراً شاباً وعمل وفق رؤية شابة وحقق محاورها التي له ارتباط بها، وهو الاتحاد الذي اتخذ من الرياضة تربية وعالج بالرياضة السلوك وخلق من الرياضة قيمة مضافة حقيقية.