فهد بن جليد
تذكرون ذلك الهندي الذي لدغه ثعبان ضخم في مقطع انتشر مؤخراً، عندما كان الرجل يحاول التقاط (سلفي فخم) مع الثعبان بينما كان مجموعة من الرجال الآخرين يحملونه بعد اصطياده في مدرسة بولاية راجاستان، ولكن الثعبان فاجأ صاحب (السلفي) بلدغة - كادت تودي بحياته - القصة لم تنته بتلك اللدغة السريعة، فقد عاقبت إدارة الغابات الهندية (الرجل) بإنذاره، وأطلقت سراح الثعبان، كون قانون الحياة البرية يُجرِّم التقاط الصور مع الحيوانات؟!.
ما أحوجنا إلى صرخة ضمير مُماثلة، توقف هوس انتشار مقاطع الصيد الجائر، وتفاخر القنّاصة بقتل عشرات الطيور والحيوانات البرية بعيداً عن أخلاق الفرسان، ومعاني هواية الصيد الجميلة، والتي حوّلها البعض إلى تنافس ظالم دون رادع، وهذا دور مُنتظر لهيئة الحماية الفطرية التي وقفت سابقاً في وجه مُمارسات شبيهة، ولكنها تبقى جهوداً محدودة بحاجة إلى نظام تجريم واضح العقوبة، لعله يردع المُستهترين والمتهورين؟!.
لن ألوم أحدهم لو قال كيف تُطالب بمنع تصوير (سلفي) مع الحيوانات البرية، والبشر لم يسلموا أصلاً من هذه العادة السيئة. أجد نفسي مُحرجاً من أن الأمم الأخرى نجحت في حماية الحيوانات من تطفُّل المهووسين بالتصوير العشوائي، فيما نحن عاجزون عن حماية أنفسنا من فلاشات طائشة، تُطلقها هواتف الطفيليين دون مراعاة خصوصية الأفراد، قبل عدة أيام نشب أمامي خلاف بين امرأتين في أحد المولات بسبب التقاط إحداهما صورة لطفل الأخرى - دون استئذان - وهذا تصرف خاطئ، ولكنه واقع ملموس ومُشاهد علينا مواجهته بصرامة في ظل غياب قانون حماية؟!.
لقد تجاوز السلفي في مُجتمعنا مجرد تسجيل وتوثيق اللحظات الجميلة التي نعيشها، وهو بالتاكيد حق مُتاح لكل من يريد ذلك، إلى ما يشبه النرجسية والغرور مع انشغال الناس بتصوير أنفسهم وما يحيط بهم من (بشر وحجر) دون اكتراث إلى مشاعر وخصوصية من حولهم؟!.
لنجرّب حماية الحيوانات أولاً من سلفي القنّاصة، لعل البشر يشعرون لاحقاً بحقهم في الخصوصية ويُطالبون به؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.