جاسر عبدالعزيز الجاسر
جميل جداً أن يَتمَّ التوصل إلى هدنة توقف القتال في اليمن، والأجمل منه أن يعود السلام إلى هذا البلد الذي دمرته التدخلات الإيرانية في شؤونه الداخلية، ومشاركة الأشقاء في تمكين الإيرانيين وعملائهم في تنفيذ أجنداتهم، إما خوفاً أو مشاركة في هذا التآمر وفقاً لتعليمات من خارج الحدود.
نعم لوقف القتال في اليمن تمهيداً لفرض السلام، لكن يجب أن تكون الأمور واضحة ولا تتكرر خروقات الهدنات السابقة التي استغلها الانقلابيون في تهريب السلاح، خصوصاً الصواريخ التي ترسل إلى أراضيها والتي تمر بعضها أو جميعها من أراض عربية جارة لليمن، فالصواريخ التي زودت إيران الانقلابيين بها والتي تضرب الأراضي السعودية لا يمكن إرسالها من خلال شحنها بالطائرات التي يفرض طيران التحالف العربي حظراً على دخولها المجال الجوي اليمني، هذه الصواريخ التي طورها نظام ملالي إيران بمساعدة من نظام الشر الآخر كوريا الشمالية، كبيرة الحجم تنقل براً وتأتي عبر أراضي سلطنة عمان، ومن الجزر التي استأجرتها إيران من إثيويبا وإريتريا، وحسب معرفتنا أننا على علاقة طيبة مع إريتريا وأثيوبيا، فكيف تسمح هاتان الدولتان باستعمال جزرهما لتهديد أمن دول الجزيرة والخليج العربي، وماذا سيكون موقف هاتين الدولتين إِذا ما أغارت طائرات التحالف العربي على قواعد الإيرانيين في تلك الجزر التي تدعم الأعمال العدائية ضد أراضي المملكة التي تتعرض أسبوعياً لهجمات الصواريخ ان لم تكن يومياً.
أما قصة دخول شحنات الأسلحة ومنها الصواريخ من الأراضي العمانية وتنقل على شاحنات تحمل لوحات سيارات عمانية، فهذه قصة مؤلمة وغريبة يجب عدم السكوت عليها، فالذي نعرفه أن سلطنة عمان عضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية، فكيف تسمح أن تكون أراضيها ممراً لتهديد أمن دولة عضوة في مجلس التعاون وتهديد أمنها تهديد لكل دول المجلس بما فيها سلطنة عمان، وهل لا تستطيع السلطنة أن تحكم سيطرتها على أرضها وحدودها التي يؤكد الكثير من المواطنين اليمنيين في حضرموت مرور الشاحنات المحملة بالأسلحة في الليل والنهار، مع وجود مندوبين من الانقلابيين في الجانب اليمني يسهلون مرور تلك الشحنات سواء عبر الساحل أو السهل.
كل هذه الخروقات، ومع إصرار ملالي إيران على مواصلة إرسال الصواريخ والأسلحة للانقلابيين تتطلب وقفة حازمة لفرض ضوابط محددة في أي هدنة تمنع هذه التجاوزات، وتتضمن وضع فرق مراقبة على الحدود مع سلطنة عمان والسماح بضرب القواعد الإيرانية في الجزر المستأجرة على الساحل الإفريقي، وتفتيش الطائرات التي سيسمح لها بالهبوط في مطار صنعاء وإذ لم تتخذ مثل هذه الضوابط، فسوف يستغل الإيرانيون والانقلابيون الهدنة حتى وان اقتصرت على الأيَّام الثلاثة لتزويد الانقلابيين بالأسلحة وزيادة حطب نيران حرق اليمن وجيرانها، ولذلك ستكون الهدنة وسيلة لإدامة الحروب وليس لوقفها.