«الجزيرة» - الاقتصاد:
على مدى يومين، اكتظت جنبات فندق فورسيزنز الرياض بالآلاف من الشباب والشابات الذين حرصوا على تلمس الفرص التي يمكن لهم من خلالها استثمار طاقاتهم ومواهبهم عبر فعاليات مبادرة «سوق المواهب»، التي دعمها مركز الملك سلمان للشباب. وشهد «سوق المواهب»، تفاعلاً كبيراً من مسؤولي60 شركة صغيرة ومتوسطة، تنافسوا لاستقطاب الشباب المتميزين، عبر تقديم أكثر من 750 فرصة في مجالات كثيرة، اعتمدت في جوهرها على الموهبة والإبداع والابتكار. وقدم السوق، مفهوما جديداً في كيفية استثمار المواهب خصوصا وأن المملكة تعتمد اقتصادا مفتوحاً يعزز من قيمة الإبداع واستثمار الموهبة في كل المجالات. وكان من المخطط له، أنه حتى الشركات والمؤسسات المشاركة تقوم في عملها على هذا المفهوم «الإبداع - الابتكار» وبالتالي كان التعاطي بين المستثمرين وبين الشباب قائما على أرضية وقاعدة مشتركة، وصاحب السوق، مسارات أخرى تعزز من قيمته، حيث أقيمت 8 ورش عمل، وعشرات الساعات الاستشارية، فيما وصل عدد المتطوعين إلى 1500 شاب وشابة.
وأوضح المدير التنفيذي لمركز الملك سلمان للشباب هاني المقبل، أن «سوق المواهب» يأتي ضمن سلسلة البرامج والفعاليات التي يدعمها المركز في إطار استراتيجيته الرامية لتحقيق «رؤية المملكة 2030»، التي تعتمد في جزء كبير منها على جيل الشباب بما يسهم في بناء مجتمع حيوي، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، لافتاً إلى أن المبادرة تسعى لتحقيق الطموح المهني لجيل الشباب بطرق مبتكرة، إضافة إلى تعزيز المساعي الحكومية لدعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وأشار إلى أن الحضور اللافت للسوق يعطي مؤشراً واضحاً على اهتمام جيل الشباب وشغفه بالإبداع والعمل الجاد لتحقيق طموحاتهم ورفع مكانة بلدهم، مضيفاً أن تسابق الشركات الصغيرة والمتوسطة على استقطابهم يعكس المكانة الإبداعية التي وصل إليها شبابنا، واهتمام الشركات بالاستثمار في المتميزين.
وشارك أكثر من 2000 شاب وفتاة في ورش العمل التي نظمها «سوق المواهب» على مدى يومين، تعرفوا فيها على كيفية الاستفادة من الموهبة، وميزات العمل في المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ومزايا العمل التطوعي وقيمته، وتلقى كل مشارك نصائحا لتطوير قصته المهنية ليسردها خلال 30 ثانية.
كما حضر مالكو مشاريع صغيرة ومتوسطة ورش عمل للتعرف على الطرق المثلى للتعامل مع الموظفين، بما يسهم في تقديم أفضل ما لديهم، إضافة إلى بناء الثقافة التنظيمية، ومهارات استقطاب المواهب وتحفيزها والحفاظ عليها.
ويأتي «سوق المواهب» دعماً لتوجه الدولة في تشجيع الشباب والمنشآت الصغيرة والمتوسطة لتعزيز الاقتصاد الوطني، وسعياً لحل إحدى المشاكل التي يعاني منها قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة المتمثلة في إيجاد الفريق الملائم، خصوصاً مع تسارع نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل أكبر من غيرها ما يضاعف احتياجها إلى استقطاب مواهب جديدة بشكل دائم.
وتفاعل الشباب الذين حضروا المناسبة مع المبادرات التي أطلقت في «سوق المواهب»، ووجدوا في مبادرة «لاونج المواهب» مساحة لتبادل الخبرات ومناقشة الفرص والأفكار بشكل غير رسمي، وفي جو إبداعي. ووقف شباب على خشبة «منصة المواهب» ليستعرضوا مهاراتهم أمام مسؤولي الشركات الصغيرة والمتوسطة، الذين تنافسوا على استقطابهم وضمهم إلى قائمة الموظفين في شركاتهم.
وحرص القائمون على «سوق المواهب»، على نصح الشباب الراغبين في التعاقد مع الشركات، إذ قدّم مستشارون في الإرشاد المهني والتعاقدات العمالية استشارات مجانية لهم. كما نظمت مبادرة «رحلات المواهب» زيارة لبعض الموهوبين إلى شركات صغيرة ومتوسطة في المملكة بغرض الاطلاع على بيئات عمل مختلفة والتعلم واكتساب الخبرات من خلال مقابلة مؤسسي تلك الشركات.