«الجزيرة» - الاقتصاد:
توقّع تقرير عقاري حديث زيادة وفرة في الأراضي لأغراض بناء الوحدات السكنية، سينتج عنه انخفاض أسعار على المدى الأطول. وربط التقرير ذلك بفرض ضريبة على الأراضي البيضاء. ولكنه أشار في نفس الوقت إلى أنه لا يتوقّع حدوث انخفاض كبير في أسعار المنازل بفعل استمرار دعم الأسعار نتيجة استمرار النقص في العرض مع تنامي حجم الطلب.
وتمسك التقرير الصادر عن «الخبير المالية» بنظرته الإيجابية لشريحة العقارات السكنية. وقال: من المتوقّع أن يستمر نقص الكمية المعروضة في سوق العقارات السكنية في المملكة والتي تحتاج إلى ما بين 100 ألف إلى 200 ألف وحدة سكنية في السنة، وفقاً لتقديرات وزارة الإسكان. كذلك من المتوقّع أن يؤدي النمو السكاني إلى تزايد الطلب، على الرغم من التأثير غير المواتي لتراجع قدرة المشترين المحتملين على تحمّل تكلفة الشراء. كما تعتبر المبادرات الحكومية الأخيرة لخفض الحد الأدنى للدفعة المقدمة المطلوبة تطوراً إيجابياً.
وتوقّع التقرير ارتفاع حجم الطلب على العقارات السكنية في المدى القريب، حيث من المرجح اتجاه مشتري المنازل إلى تأجيل الشراء بسبب الضبابية الاقتصادية في المنطقة، والعوائق الناتجة عن ارتفاع الأسعار، على نحو مشابه لما هو سائد في السوق الأمريكية.
أما على صعيد العقارات التجارية، فقد استمرت أسعار الإيجارات في الرياض مستقرةً عموماً، في ظل التأثيرات الكبيرة الناتجة عن أسعار النفط المنخفضة، كما أن السيناريو السائد في سوق العقارات المكتبية سيشهد تغيّرات كبيرة هذه السنة، مع إضافة حوالي نصف مليون م2 من المساحات المكتبية الجديدة ضمن مشروعين يجري العمل على تنفيذهما وهما مركز الملك عبدالله المالي ومجمع تقنية المعلومات والاتصالات، بما يؤدي إلى ضغوط كبيرة على أسعار الإيجارات. ومن المتوقع هذه السنة أن يتم تسليم عدد من مشاريع البناء التي يجري العمل على تنفيذها في جدة، والتي ستضيف مساحة 33 ألف م2، إلا أن شريحة العقارات المكتبية في جدة تعتبر حساسة للتأثر بهذه التغيرات نتيجة انخفاض معدلات الشواغر فيها مقارنةً بالرياض.
وفي المقابل، تتمسك «الخبير المالية» بنظرة إيجابية لقطاع الضيافة بالمملكة، والذي يعتمد بدرجة كبيرة على الحج والعمرة. ومن المتوقع أن يشهد عدد الحجاج والمعتمرين ارتفاعاً كبيراً نتيجة تسهيل الحكومة لإجراءات منح التأشيرات مع إنجاز مشاريع التوسعة في مكة المكرمة التي طال انتظارها. هذا بالإضافة إلى مبادرات هيئة الطيران المدني الهادفة إلى زيادة القدرة الاستيعابية لمطارات المملكة إلى أكثر من 100 مليون مسافر بحلول2020، ما يحفّز نمو أعداد السياح القادمين إلى المملكة. وبينما من المتوقع نمو حجم العرض الفندقي في مكة المكرمة والمدينة المنورة، غير أن النمو في حجم الطلب المرتقب يكفي لاستيعاب الزيادة في الكمية المعروضة.