فهد بن جليد
علينا أن نتحرك سريعاً في وجه انتشار ظاهرة تعاطي (المدواخ) كبديل لشرب الدخان بين أوساط طلاب المدارس، والمراهقين، وتوعيتهم بأضراره مع ظهور دراسات طبية تؤكد أن (شفطة مدواخ واحدة) تعادل أثر 20 سيجارة مُجتمعة؟!.
المدواخ عادة لكبار السن في عدد من دول الخليج، ودخل حديثاً في قائمة (الإتيكيت) عند الشباب السعودي، بحجة رائحته الجميلة، التي لا تلتصق بالملابس مثل الدخان، فلم يعد مُستغرباً أن ترى مُراهقاً يخرج من جيبه (سبيل) عود خشبي نحيف في طرفه فتحة - يشبه الغليون - ثم يخرج زجاجة أنيقة تحمل (تنباك) وأعشابا مجهولة المصدر، ليملأ الفتحة، قبل أن يشعلها ويشفط شفطة سريعة، ويدخل في دوخة لمدة تتراوح بين (7 - 20 ثانية)، يشعر خلالها بأن رأسه يدور، ولا يعرف أنه عرض حياته للموت في كل مرة - بحسب الرأي الطبي - الذي يحذر من تعاطي المدواخ أو السبيل؟!.
دخول النيكوتين إلى (الرئتين والدماغ) بهذه السرعة، وبكميات كبيرة مع كل شفطة، يشكل تهديداً حقيقيا لكل أعضاء الجسم التي تفقد قدرتها على السيطرة، أو القيام بوظائفها المُعتادة، مما يُشكل خطراً على حياة أبنائنا، وعلى الجهات ذات العلاقة التحرك سريعاً قبل تفاقم المشكلة وانتشارها بشكل أوسع؟!.
الدول الخليجية المجاورة التي تعاني من تدخين بعض شبابها (للمدواخ) تحاول اليوم تخليصهم من هذه الآفة التي ثبت ضررها الطبي والنفسي والجسماني، عبر خطط وبرامج توعوية تكلف مبالغ كبيرة جداً وجهداً مُضنياً، وبما أننا مازلنا في أول الطريق، فلنجتهد لتوعية وتخليص المتورطين، وتجريم هذه المادة وتصنيفها ضمن (المواد الممنوعة) خصوصاً أنها مجهولة التكوين والمصدر، فهي أول وأسرع الطرق إلى الإدمان وتعاطي المخدرات، وسبب رئيس للعجز الجنسي عند الشباب، وتؤثر في نمو الأطفال، وتسبب البلادة والبلاهة..؟!.
حتى الآن لا نملك إحصائيات رسمية حول نسبة مُتعاطي (المدواخ) في مجتمعنا؟ ولكن كل الدراسات تؤكد أن السوق الأكبر بعد الولايات المتحدة الأمريكية في انتشار المدواخ؟ هو في دول الخليج؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.