بريدة - فهد العايد:
افتتح أمير منطقة القصيم صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود، المؤتمر الدولي الثاني لنخيل التمر بجامعة القصيم، والذي يُقام في الفترة من 10 إلى 12 أكتوبر الجاري، بمشاركة نحو 384 باحثاً وباحثة، منهم 66 من داخل المملكة، و318 من خارجها، يمثلون 29 دولة عربية وأجنبية.
وأكد أمير منطقة القصيم، خلال كلمته الافتتاحية أن المملكة تُعتبر من أهم دول العالم في مجال زراعة التمور والصناعات القائمة عليها، حيث تمتلك أكثر من 28 مليون نخلة تنتج ما يقارب مليوني طن سنوياً، تسهم فيها منطقة القصيم بنحو 25% من إنتاج المملكة.
وأوضح سموه أن منطقة القصيم تنظم أكبر سوق تجاري لبيع التمور على المستوى الإقليمي والعالمي، وبها أكبر شركة لتسويق التمر عالمياً، معبراً عن اهتمامه بالاطلاع على أحدث البحوث والدراسات في هذا المجال من أجل الارتقاء بزراعة النخيل ومكافحة آفاتها والقضاء عليها، لتحسين عملية زراعة التمور وما تقوم عليها من صناعات، مثمّناً دور جامعة القصيم في تنظيم هذا المؤتمر، وجهود القائمين عليها وحرصهم الدائم على تنظيم مثل هذه المؤتمرات الهادفة والتي تخدم المجتمع، حيث يجمع كل المهتمين بالتمور وزراعتها وصناعتها في العالم.
ودعا إلى ضرورة تحقيق التكامل بين كافة المؤسسات المعنية بالنخيل سواء كانت زراعية أو صناعية لتحقيق الازدهار لهذه الصناعة، كما طالب بإطلاعه على نتائج المؤتمر وتوصياته للاستفادة منها في المرحلة المستقبلية.
كما أشاد سمو أمير القصيم بجهود القيادة الرشيدة للمملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين، حيث قال: فلولا قيادة حكيمة تدعم لما حصلنا على هذه الثروة الزراعية، ولولا الرجال المخلصون الأوفياء في هذا الوطن لما حصلنا على النهضة الزراعية التي وصلنا إليها, مشدداً على ضرورة تطوير وتفعيل كرسي النخيل بالجامعة والذي تكفل به الشيخ صالح كامل، لما قد يحققه من مردود إيجابي على زراعة النخيل والصناعات القائمة عليها.
من جهته أكد الدكتور عبد الرحمن الداود مدير جامعة القصيم والمشرف العام على المؤتمر أن الجامعة تتطلع لتحقيق الأهداف التي رسمت للمؤتمر حتى يخرج بعدد من التوصيات التي تتوافق مع رؤية المملكة «2030»، مشيراً إلى أن عقد مثل هذا المؤتمر الدولي في الجامعة، يُعد تحقيقاً لأهداف الجامعة الطموحة في تأدية دورها في النهضة العلمية للوطن، وتطوير المنتجات والمخرجات الجامعية، مستندة على دعمٍ متواصل من وزارة التعليم والحكومة الرشيدة.
وأرجع «الدكتور الداود» اهتمام الجامعة بعقد هذا المؤتمر المختص بنخيل التمر، لوجودها في واحدة من أهم المناطق الزراعية في البلاد وأكثرها شهرة في مجال زراعة النخيل، كما تميزت بمنتجاته المتعددة والفعاليات المصاحبة لمعروضاته في الصالات الاستثمارية والأسواق التجارية.
من جهته أوضح مدير الجامعة أن زراعة التمور تستحق الاهتمام وتسخير ما وصل إليه العلم الحديث في المجالات الزراعية في خدمتها وحمايتها والرفع من جودة منتجاتها، واعتبارها ثروة يجب تنميتها والمحافظة عليها ومواصلة الاهتمام بها حاضراً ومستقبلاً، وهو ما يسعى له المؤتمر ويهدف إليه، وثمَّن في ذات الوقت دعم ورعاية سمو أمير المنطقة لهذا المؤتمر وللضيوف على مشاركتهم الفعّالة.
وعن ذلك أشار الدكتور خالد باني الحربي رئيس المؤتمر، عميد كلية الزراعة إلى أن هذا المؤتمر يُعد من أهم اللقاءات العلمية المتخصصة في مجال نخيل التمر على المستوى الدولي، حيث يجمع العلماء والباحثون والمتخصصون في هذا المجال الحيوي، مؤكداً أن الجامعة دعت لتنظيم هذا المؤتمر انطلاقاً من دورها المهم في خدمة المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.
من جانب آخر اعتبر المستشار أحمد الحمدان ممثل الرعاة «مؤسسة عبد الله السليمان الخيرية»، أن انعقاد مثل هذا المؤتمر يُعد ظاهرة علمية وأكاديمية جميلة تخدم المجتمع وتعود بالنفع للوطن، مشيراً إلى أن الأهمية الاقتصادية للنخلة تتشكّل بحجم الإنتاج والطلب المحلي والخارجي على هذا المنتج الحيوي، مؤكداً أنه عن طريق الأبحاث العلمية التطبيقية يمكن إعادة التطوير والتجديد لاستخدام منتجات النخلة مما يوفر إيرادات اقتصادية ويولّد وظائف جديدة، كما أعلن عن تكفل المؤسسة برفع قيمة جائزة «جود» من 600 ألف إلى مليون.
وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي عن التمور بالمنطقة استعرض منجزات كلية الزراعة ومناشطها المختلفة، كما تم تكريم المشاركين والرعاة من قبل سمو أمير المنطقة، في الوقت الذي قدم معالي مدير الجامعة درعاً تذكارياً لسموه باسم جامعة القصيم، إلى ذلك دشَّن سمو أمير القصيم جائزة الشيخ عبد الله السليمان للإبداع العلمي في نخيل التمور.
وافتتح سمو أمير القصيم معرض التمور المصاحب للمؤتمر، والذي احتوى على نماذج من أصناف التمور المنتجة، وأخرى من الصناعات المنزلية والصناعات المعتمدة على التمور، ومكونات النخيل الأخرى، بالإضافة إلى أحدث التقنيات في مجال إنتاج وتصنيع وتسويق التمور، بمشاركة عدد من الجهات الحكومية والخاصة من داخل المملكة وخارجها.
يُشار إلى أن المؤتمر يشارك به علماء ومتخصصون في مجال نخيل التمر، من مختلف أنحاء العالم كمتحدثين رسميين، يأتي في مقدمتهم الدكتور هانز فاندر بيك من هولندا، والدكتور فرانك ويت من ألمانيا، والدكتور موراليدهاران نايير من أميركا، والدكتور حامد الموصلي من مصر، والدكتور إبراهيم الشهوان من السعودية، متحدثاً عن النخيل في رؤية المملكة 2030، يشهد المؤتمر على مدار أيامه الثلاثة عقد 12 جلسة متنوعة تناقش أهم وأحدث النتائج العلمية المتعلقة بالنخيل، واقتصادياته وعملية تسويقه وتقنيات إنتاجه ورعايته، وتكنولوجيا تصنيع منتجاته، كما ستناقش جلسات المؤتمر آفات نخيل التمر، وسوسة النخيل الحمراء، وكيفية مكافحتها والقضاء عليها.
وكانت أولى الجلسات العلمية للمؤتمر قد انطلقت تحت عنوان «اقتصاديات وتسويق التمور»، برئاسة الدكتور يوسف بن عبد الله السليم ومشاركة عدد من الخبراء والمختصين بدأت بورقة بحثية قدمها الدكتور هانز فان ديربيك بعنوان التعاون بين السعودية وهولندا في تحسين جودة التمور وإنتاجها من خلال مساعدة المزارعين والشركات في تقليص استهلاك المياه وأساليب التعاون في معالجة الآفات التي تهدد النخيل وأبرزها سوسة النخيل، تبعها حديث الأستاذ سعود الفدا مدير عام الإدارة الأوقاف صالح الراجحي عن كيفية تأهيل المشروعات والمزارع للحصول على الشهادات الزراعية المتخصصة وأبرزها شهادة جلوبال جاب، ثم أعقبه تقديم أوراق عمل من باكستان والسعودية حول تسويق التمور والمنتجات الغذائية القائمة عليها.
في حين تناولت الجلسة الثانية «تقنيات إنتاج ورعاية النخيل» برئاسة دكتور عبد العزيز بن باني الحربي ومشاركة دكتور عماد فودة ودكتور جمال عبد الحكيم ودكتور شاهذادا أرشاد خان والدكتور أحمد خان ودكتور الهادي آدم ودكتورة لبنى عبد الجليل، وقد قدمت بالجلسة عدة أبحاث وأوراق عمل حول أحدث التقنيات والوسائل المتبعة في زراعة النخيل والصناعات القائمة عليها.