الرياض - وكالات:
حذرت المملكة العربية السعودية أمس الخميس من حصول (كوارث) طائفية في حال مشاركة قوات الحشد الشعبي معظمها فصائل شيعية مقربة من إيران في معارك استعادة مدينة الموصل العراقية ذات الغالبية السنية من ما يسمى بـ(تنظيم داعش).
ولفت معالي وزير الخارجية الأستاذ عادل بن أحمد الجبير خلال مؤتمر صحفي عقده مع وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو في قاعة المؤتمرات بالأمانة العامة لمجلس التعاون أمس النظر إلى أن الحشد الشعبي يعد مؤسسة مليشيا طائفية انتمائها لإيران تسببت في إحداث مشاكل وتصدعات وارتكبت جرائم عرقية بحق المدنيين في أماكن مختلفة في العراق، ودخولها الموصل سيحدث كوارث إنسانية، لأنها عندما دخلت هذه المليشيات في الفلوجة ارتكبت جرائم هائلة، نتج عنها وجود مقابر جماعية واعتداءات على عامة المنازل والعوائل وقتل للأبرياء، مما زاد من التأزم الطائفي في العراق، مبينا أنه الأفضل للعراق أن تستخدم جيشها الوطني وأبناء المناطق وبعناصر ليست محسوبة على إيران أو معروفة بالطائفية المتشددة، هذا إذا أرادت أن تواجه إرهاب داعش وتتفادى سفك الدماء وتأجيج الطائفية بين الأشقاء في العراق.
بدوره أكد وزير الخارجية التركي فيما يخص الاجراءات التي ستتخذها تركيا في تحرير الموصل وقلق المجتمعين من مشاركة الحشد الشعبي الطائفي في تحريرها أن هذا الأمر أخذ بعين الاعتبار خلال المحادثات الثنائية في الاجتماع الوزاري الخليجي التركي وأنه كان من ضمن الموضوعات والأجندة، مؤكدا أن الجميع يريدون أن يكون التحرير من قبل قوات محلية في العراق ومن أهل الموصل لأنهم هم من يقومون بهذه المحاولة العسكرية ضد تنظيم داعش الإرهابي بدعم من الجيش العراقي والعناصر الأخرى، لافتا النظر إلى أنه ليس هناك فرق بين الداعشيين وبين الميليشيات الشيعية فبوجودهما وتدخلهما ستكون كارثة وسيتضرر الأبرياء منهم، لذلك نريد سويةً أن ندعم العراق لتتخلص من مشاكلها. وقال الجبير في ذات السياق (المشكلة في العراق هي الطائفية وأهمية إشراك كل مكونات العراق والطوائف والاعراق في اتخاذ القرار ليشعروا أن الحكومة العراقية تمثلهم بدون استثناء).
وفي ما يتعلق عن تقدم إيران لجمهورية تركيا بطلب وساطة لعودة العلاقات السعودية الإيرانية بين معالي وزير الخارجية التركي أن هناك بعض المحادثات تتعلق بالوضع السوري ووقف إطلاق النار وإيجاد الحلول السياسية وتقديم المساعدات الإنسانية ودوريران مذهبي غير إيجابي ويجب أن يكون دورها بعيدا عن المذهبية والطائفية ليكون إيجابيا، مضيفا أن روسيا يجب أن تلعب دوراً مهماً في سوريا، بدلاً من أن تغض النظر عما يجري من تدمير وقتل في حلب، وأن تسهم بالسماح لوصول المساعدات الإنسانية لحلب.
بدوره أكد الأستاذ عادل الجبير أن إيران تعلم ما الذي تريده المملكة لبناء العلاقات بين البلدين وذلك بكفهم عن شؤون المملكة وحلفائها وألا يدعموا الإرهاب وألا يتدخلوا في شؤون دول المنطقة كذلك وألا يؤججوا الفتن الطائفية فيها وألا يقتلوا الدبلوماسيين ويفجروا السفارات، وأن يكفوا عن تحريض الشعوب على حكوماتهم، و لا يعتقدوا أنهم أولياء لمن يتبع المذهب الشيعي، وأن يعوا أن من يتبع المذهب الشيعي أنهم مواطنون ينتمون إلى دول سواء في الكويت أو العراق أو لبنان أو المملكة أو البحرين، وإيران لا علاقة لها بهم، المطالب لبناء العلاقات سهلة جداً بتبنيهم مبدأ عدم التدخل في شؤون الأخرين ومبدأ عدم دعم الإرهاب وأن يتبنوا مبدأ حسن الجوار، بهذا يكون الباب مفتوحا لبناء أفضل العلاقات مع إيران.