د. عبد الله المعيلي
يحكى أن رجلاً يملك عنزًا وأراد أن يذبحها فلم يجد سكينًا يذبحها بها فتركها، وصارت هذه العنز تحرث الأرض برجليها حتى أخرجت سكينًا كانت مدفونة تحت التراب نظر إليها صاحبها وقال: عنز تحفر عن مذبحها فذبحها وصارت مثلاً، إنها أمريكا تشبه العنز التي تحفر عن مذبحها، والثور الذي غبر على قرنه، وحتمًا سوف تذبح أمريكا بقانون جاستا من كل دول العالم التي تحتفظ بسجلات هائلة تشهد على إجرام أمريكا وبالتالي عليها أن تستعد للملاحقة القانونية والمحاسبة على تلك الجرائم ومن ينفخ في الرماد حتمًا سوف يؤذي عيونه، وأمريكا بإقرارها قانون «جاستا» فتحت النار على نفسها، وصار كل يقلب صفحات التاريخ ليجد الشواهد العديدة التي تدل على جرائم أمريكا وطغيانها وظلمها على مستوى دول العالم كله، شرقًا وغربًا، بل وفي داخل حدود أمريكا نفسها.
جرائم أمريكا لا تعد ولا تحصى، ليس على مستوى العالم خارج حدودها، بل في داخل كيانها منذ أن غزا الرجل الأبيض قارة أمريكا وهو يرتكب جرائم بشعة في حق الهنود الحمر أهل القارة الأصليين، وعبر تاريخها كله، وما زالت تمارس الإجرام مع السود حتى اليوم، قتل وإهانة وحرمان من أبسط الحقوق وإلى عهد قريب.
في هيروشيما اليابان تجاوز عدد القتلى 78150 عدا المشوهين والمعاقين، وفي نجازاكي اليابان تجاوز عدد القتلى 73884 عدا المشوهين والمعاقين الذين ما زالت شواهد التشويه والإعاقة في ذاك الجيل الذي قدر الله ونجا من تلك الكارثة الإنسانية المروعة، هذا خلاف الدمار الذي لحق بالمباني والبيئة وكل مقدرات الحياة هناك، ومن زار مقاطعة هيروشيما ومتحفها الذي يحتوي عديدًا من الصور المرعبة، صور يندى لها الجبين خجلاً، شملت البشر والحجر والمباني وغيرها من مقدرات الشعب الياباني، صور تتوارثها الأجيال اليابانية لتبقى دلائل حية في وجدان الشعب الياباني على مر العصور القادمة، وبلغ عدد حالات الاغتصاب في اليابان خلال الحرب العالمية الثانية أكثر من 1336حالة.
ومن شواهد الإجرام الأمريكي البشع في ألمانيا بلغ عدد القتلى خلال الحرب العالمية الثانية نحو 800000 قتيل، عدا الدمار الشامل للبنى التحتية والحضارية في ألمانيا، وفي الفلبين أكثر من 1500000 قتيل.
وبلغ عدد القتلى في أفغانستان والباكستان ما يزيد على 250000 قتيل، عدا شواهد الدمار، وفي العراق الذي سلمته للجزار الصفوي ما يزيد على 850000 قتيل، وما زال هذا الجزار المجوسي يمارس أبشع صور الانتقام والتصفية الجسدية ضد المسلمين السنة وبسادية لم يشهد التاريخ لها مثيلاً، إنهم ينتقمون من العرب السنة تحديدًا ثأرا لما يزعمونه من دور العرب في تحطيم حضارة الفرس، ما زالت عقدة القادسية تهيمن على عقولهم المريضة.
وفي فيتنام ما يزيد على 4000000 قتيل، وفي قرية توجن - ري بكوريا الجنوبية ما يزيد على 400 قتيل، وفي الصومال حدث ولا حرج وكذا في إيطاليا وغيرها.
ومن أعظم جرائم أمريكا تحيزهم السافر للصهاينة المحتلين لفلسطين، تحيزًا يفتقر لأبسط صور العدالة والمنطق على الرغم من القتل المتعمد للشعب الفلسطيني وتدمير كل مقدراته وحرمانه من حقوقه في الحرية والأمن والهوية والتملك.
فيا أيها المصابون بعمى الرؤية على رسلكم، صفحات تاريخ المملكة ناصعة البياض، وقد أثبتت التقارير الأمريكية نفسها أن المملكة بريئة من جريمة 11 سبتمبر، وبالتالي على نفسها جنت براقش.