فهد بن جليد
أرجو ألا ترتفع أسعار (الحمير)، ويبدأ الناس في جمع (الحيوان المُهمل) على طريقة جمع ماكينة (مسانجر) والبحث عن (الزئبق الأحمر) في المقلب الشهير إياه ..؟!.
قرأت في إحدى الصحف أن دولة عربية رفضت تصدير (مليون حمار) إلى شركة (كوماهو اليابانية) المُتخصصة بصناعة الأدوية، في صفقة قُدِّرت (بمليار دولار) - يعني الحمار يقف على الشركة بألف دولار - بحجة أن السعر غير عادل، و العرب مازالوا يعتقدون بأن (الحمار) يساوي أكثر؟ إلى ذلك أوقفت عدة دول أفريقية تصدير الحمير إلى الصين واليابان، بعدما تضاعفت أعداد المُباع منها هناك إلى 3 أضعاف المُعتاد في السنوات الماضية، جماعة الرفق بالحيوان حذروا من انقراض الحيوان نتيجة عمليات القبض الجائرة على (الحمير) وتصديرها بحثاً عن المال، فما هو السبب الذي جعل الحمار من (أهم الحيوانات) فجأة؟!.
التنافس الشديد بين الشركات الصينية واليابانية لشراء (كل حمير العالم) هو من أحدث الضجة؟ وذلك من أجل إمداد مصانع الأدوية بمُستخلصات خاصة من (الحمار) تستخدم في صناعة أدوية ذات فعّالية لعلاج الصداع، الإرهاق، الدوار، وتحسين الدورة الدموية، كما أن جلد الحمار (المغلي) يستخلص منه مادة مطاطية تشبه الجيلاتين، وتدخل في صناعة أجود أنواع (العوازل، أو الواقيات الطبية)، إضافة لدخول (زيت الحمار) في صناعة أفضل (الكريمات التجميلية).. الخ، أشعر بالصداع والذنب بأن العرب لم يعرفوا من (قيمة وفائدة) الحمار قديماً؟ إلا تحمله للصعاب، وحمله للثقال، حتى لُقب (بأبي صابر)؟!.
قبل 5 سنوات كتبت لكم في هذه الزاوية عن لقائي (بشابين سعوديين) يحاولان إقناعنا في (الأولمبياد الوطني للإبداع العلمي) بأنهما توصلا لاكتشاف مخبري لدور أنثى الحمار (الأتان) في علاج الصرع، والأرق، والمس من الجان، بعلاج أطلقا عليه اسم (حليب الأتان)، لم يُصدقهما أحد، وفشلا في تسجيله كابتكار واكتشاف علمي سعودي.. مع ضحكات واستغراب كل من يمر (بالركن الخاص بهما) وينظر للوحة المكتوب عليها (علاج طبي جديد) وصورة الحمار تتوسطها؟!.
لا أعرف كيف يمكننا الاعتذار اليوم (لهذين الشابين) مع تسابق الشركات الطبية العالمية للحصول على الحمار بأكثر من (ألف دولار)؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.