لمن أرعش الوتر المجهدا
وأشدو وليس لشدوي مدى؟
وأنهي الغناء الجميل البديع
لكي أبدُوَ الأحسن الأجودا
وأستنشد الصمت وحدي هنا
وأخيلتي تعبّر السرمدا
فأسترجع الأمس من قبره
وأهوى غدا قبل أن يولدا
وأستنبت الرمل بالأمنيات
زهورا ، وأستنطق الجلمدا
وحيناً أنادي وما من مجيب
وحيناً أجيب وما من ندا
وأبكي ولكن بكاء الطيور
فيدعوني الشاعر المنشدا
لمن أعزف الدمع لحناً رقيقا
كسحر الصبا كابتسام الهدى
لعينيك نغّمت قيثارتي
وأنطقتُها النغم الأخلدا
أغنّيك وحدي وظلّ القنوط
أمامي وخلفي كطيْف الردى
وأشدو بذكراك لمْ تسألي
لمن ذلك الشدو أو من شدا؟
كأن لم نكن نلتقي والهوى
يدلّل تاريخنا الأمردا
وحبّي يغنّيك أصبى اللّحون
فيحمرّ في وجنتيك الصدى
ونمشي كطفلين لم نكترث
بما أصلح الدهر الدهر أو أفسدا
ونزهو كأنا ملكنا الوجود
وكان لنا قبل أن يوجدا
وملعبنا جدول من عبير
إذا مسّه خطونا... غرّدا
وأفراحُنا كَشِفَاهِ الزهور
تهامَسها قبلات الندى
أكاد أضمّ عهود اللّقاء
وألثمها مشهدا مشهدا
وأجترّ ميلاد تاريخنا
وأنتشق المهد والمولدا
وأذكر كيف التقينا هناك
وكيف سبقنا هنا الموعدا ؟
وكيف افترقنا على رغمنا ؟
وضعنا: وضاع هوانا سدى
- عبدالله البردوني