عبده الأسمري
قيادية حاربت الاعتيادية مسكونة بهموم المرأة مكنونة بمحاربة العنف.. صفق لها المتابعون محلياً وعالمياً ونطق باسمها المراقبون في محافل الشرف وعلى طاولات الحيادية. أزاحت من درب النساء والأطفال العديد من عراقيل العنف. وأزالت من قاموس الموجوعات مصطلحات التعثر والإحباط.
طبيبة ومستشارة ومديرة تنفيذية صديقة للأطفال رفيقة للأسر المعنفة.. برعت في العمل الاجتماعي والطبي فانتزعت الشجاعة ونالت جائزة الخارجية الأمريكية لأشجع امرأة في العالم. إنها الطبيبة والأكاديمية والمديرة التنفيذية لبرنامج الأمان الأسري الوطني الدكتورة مها المنيف حاملة لواء حماية الطفل والأسرة من العنف والمرأة السعودية التي سأل عنها الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليسلمها جائزتها كأشجع امرأة نظير ما سجلته عنها صحف وقنوات ولوحات الشرف في الغرب من عمل دؤوب ومسيرة ناصعة في العمل الطبي والإنساني والاجتماعي الذي نالته باقتدار واعتبار بوجه بشوش تغلب عليه تقاسيم «طفولة» وسحنات «أمومة» وسكنات «فكرية»، ولكنة خليطة تغلب عليها اللهجة النجدية في الحديث العام واللغة البيضاء في الأسلوب العملي والمصطلحات اللغوية في التعاطي المعرفي تتصدر المنيف واجهة السعوديات في مجال مواجهة العنف وفي عملها الذي يعد «خارطة مهيبة» من المهام المزدوجة في طب العدوى والوبائيات وطب الأطفال والعنف الأسري والبحث العلمي والعمل الإداري والتنفيذي. ألفت الموظفات في برنامج الأمان الأسري بمدينة الملك عبالعزيز الطبية بالحرس الوطني ابستامتها الصباحية وصوتها المألوف بتعليمات مختلطة من الود والجد لإنهاء المعاملات والأعمال بشكل دقيق.. لا تلبث قليلاً في إنهاء ملفات العمل بالبرنامج حتى تتوجه إلى عشرات الاجتماعات داخل المدينة وخارجها تنتهي بانتهاء يوم عمل عسير ليلاً بالتحول إلى «أم حانية» و»ربة أسرة متفانية»و»خبيرة أسرية» وهي تتابع أبناءها وبناتها وترصد تحصيلهم الدراسي وحصيلتهم الحياتية.
مها المنيف حاصلة على شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الملك سعود، وحاصلة على البورد الأمريكي في طب الأطفال والأمراض المعدية والوبائيات من جامعة ييل Yale الأمريكية، وتشغل منصب أستاذ مشارك في جامعة الملك سعود بن للعلوم الصحية واستشارية في طب الأطفال والأمراض المعدية بمدينة الملك عبدالعزيز الطبية وهي المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء.. وعملت سابقاً كمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى من 2009-2014.
تقلدت المنيف العديد من المناصب والعضويات الدولية والإقليمية فهي تعمل كمستشارة إقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل وهي خبيرة دولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، وقد انتخبت في عام 2013 كرئيسة للجمعية العربية لحماية الطفل من العنف والإيذاء.. مهتمة بالصحة العامة وحقوق الأسرة والطفل وحمايته من العنف وقد مثلت المملكة في عشرات المؤتمرات واللقاءات بهذا الشأن.
ونشرت الكثير من الأبحاث في مجال الصحة العامة والعنف الأسري والعنف ضد الطفل وحصلت الدكتورة على العديد من الجوائز لمنجزاتها في مجال مكافحة العنف الأسري وحماية الطفل؛ كان آخرها فوزها بجائزة الشجاعة لعام 2014 وتكريمها من قبل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
صقلها الاغتراب سنوات في الخارج فحولته إلى معادلة علمية واعتدال عملي في الداخل فكانت رقماً صعباً جعلها ركن نجاح وعمود كفاح في منظومة عمل استشارات وخبرات سكبتها مداداً من الفكر التنفيذي ونال منها الوطن «قسمة بذخة» من العطاء الفكري في مجال الطب والبحث والحماية من العنف والإيذاء والعمل المتواصل الذي تعشقه المنيف بلغة «الدراسات» ومنطقية «التوصيات» وفاعلية «التنفيذ».
تتجول «المنيف» بين مواقع العمل حاملة حقيبتها الممتلئة باجندات العمل المؤسساتي تعمل بروحها المليئة بحب الوطن وبنفسها المملوءة بعشق «الموضوعية».. ناثرة الورد في دروب الوطن الخضراء لترسم لوحة تشكيلية بأنامل مؤسساتية شكلت للأجيال «ثمرات إنتاج يانعة «، تنتظر القطاف والاستشراف بسيرتها ومسيرتها كإلهام إنساني واستلهام معرفي في امرأة شقت طريقها بنبراس العلم وقوة الطموح ودافعية الأمنيات وحلم الإنجازات.