إنه كبير جدًا، بالنسبة لي ولك. هناك مليارات من البشر يشاركونني ويشاركونك كل شيء. بدءًا من الأرض التي تمشي فوقها حتى السماء التي تعيش تحتها وما بينهما كثير..
الكون ليس ضيقًا كما تظن. ما يزال هناك الكثير لتفعله، والكثير من الأشخاص لتقابلهم، الكون واسع جدًا إلى حد أنه يمكن أن تعيش أكثر من مرة.. في أكثر من عالم وأكثر من حياة.
العالم أكبر من مجرد أنا وأنت، فلِمَ تترك كل هذا الكون الجميل وتصوب عينيك الحاسدتين نحوي.. لتقتل كل جميل في حياتي؟
لِمَ لا تذهب بعيدًا.. وسأذهب أنا كذلك! الكون يسع كلينا.. لكن الكراهية هي ما تجعل عالمك أضيق، هي ما ينفث الضباب حول عينيك لكي تخفي كل جميل أمامك.
يمكنني أن أكرهك. لكنني لو كرهتك، سأكرهك لأنك تكرهني وسأبني حول نفسي نفس جدران الشيطنة التي بنيتها حول نفسك التي حرمتك كونك إنسانًا حرًا، واستعبدك الحسد وساقتك الكراهية إلى أن كرهت ذاتك نفسها.
لذا فأنا لا أكرهك، أنا أشفق عليك. حسدك لا يقتلني أنا، بل يقتلك أنت. كراهيتك لا تقتلني أنا، بل تقتلك أنت، ولن ترحمك أبدًا ما لم ترحم نفسك من الجحيم الذي أوقدت شرارته من دمائك فأصبحت شرايينك تتنفس الدخان حتى الموت.
تحرر من قيود الاستعباد وأرفع رأسك إلى الأعلى. أترى؟ السماء تسع الجميع، تسع عصفورًا جامحًا للتو ذاق متعة الطيران.. لكنها لم ولن تحمل عصفورًا ميتًا.
أنت مسكين، لم تذق متعة الحرية، ولم تستنشق هواء نقيًا، وأجزم أنك يومًا لم تر ضحكة طفل صغير لأنك لن تفهم.
لن تفهم لم يحب البشر بعضهم. لن تفهم لم يقم البعض بعمل الخير بلا مقابل. لن تفهم لم يعفو أحدهم عن الآخر. لن تفهم أبدًا.
أنا ما أزال في المدرسة، ويمكنني أن أتعلم كيف أمسك مسدسًا وأصوبه نحو شخص أضعف مني. يمكنني أن أتعلم كيف أصنع قنبلة، وكيف أحول حياة أحدهم إلى جحيم.
لكن أنت، لا يمكنك أن تتعلم كيف تسامح، لا يمكنك أن تتعلم كيف تبتسم، لا يمكنك أن تتعلم كيف تقدم هدية لأحدهم بلا مقابل.. ولا تستطيع أن تجعل حياة أحدهم أفضل. لذا فإن أفضل شيء تفعله للبشرية هو أن تبتعد وتترك سمومك تقتلك ببطء، وألا تلتفت للحياة خلفك أبدًا..»