سلطان المهوس
لا يبدو مستقبل الكرة السعودية واضحاً، فيما الحديث عن تمديد فترة أو رحيل اتحاد الكرة الحالي لايزال قيد الشد والجذب، بانتظار قرار الجمعية العمومية في الاجتماع القادم الذي - ربما يحسم الأمر- إما بالتمديد أو إعلان بدء الانتخابات القادمة، التي ستشهد بالتأكيد إثارة كبيرة وتحديات وإرهاصات وطعوناً، فيما استحقاقات الأندية الفنية والإدارية سارية، وكذلك المنتخب السعودي الذي سيلعب جولات الإياب لتصفيات كأس العالم بروسيا، مما يهدد - فعلياً - المشهد الكروي ..!!
رأيي أنّ اتحاد عيد يجب أن يبقى لنهاية الموسم، لأن تمديد فترته يعني ضبط روزنامة الانتخابات للأبد، فيما ترشح اتحاد جديد سيعني أنه سينهي ولايته منتصف موسم 2020، وهكذا مع كل اتحاد وهو ما يجب إصلاحه فوراً، والذين ينتقدون اتحاد عيد صبروا سنوات فارطة وعليهم الصبر لأشهر قليلة فقط لصالح الكرة السعودية ..!
هناك من يطالب بتكليف إدارة مؤقتة للفترة ما بين انتهاء ولاية الاتحاد الحالي ونهاية الموسم ثم البدء بالانتخابات، وهو حل يبدو براقاً لكنه ضعيف جداً من الناحية الإدارية، فمن غير المنطق أن تكلف إدارة مؤقتة من خارج الاتحاد الحالي وإن كلفت من داخلها فالأولى التمديد ضماناً للاستقرار، خاصة وأن المنتخب الأول يسير بشكل ممتاز نحو مونديال روسيا الذي هو حلمنا جميعاً.
ليجلس أحمد عيد ومجلس إدارته أربعة أشهر ولتنصلح الروزنامة الانتخابية ولنوقف صداع الانتخابات ليكون آخر الموسم، حيث يتم العمل والتخطيط بهدوء، لاسيما وأن هناك أموراً مالية وتنظيمات إدارية تحتاج للكثير من الوقت ليفهمها الاتحاد الجديد، وحتى لا يكون له أي عذر بالتقصير والتأخير ..
الاتجاه الجديد لشكل الكرة السعودية يتطلّب معرفة الشروط والضوابط للمرشحين لرئاسة اتحاد الكرة، فالمعادلة ستتغير بفوز طرف من الأطراف، فوصول عادل عزت مثلاً سيعني أن المؤسسة الرياضية كاملة ستعود (موحّدة)، فيما وصول سلمان المالك سيعني أن الخبرة الإدارية المباشرة ليست مقياساً للقيادة الكروية، وفي كلا الحالتين تبدو الأمور متبعثرة وغير واضحة، لأن التشريعات لازالت غائبة و (الصامتون) سيقبلون الأمر بالتأكيد..!!
الإعلام السعودي الرياضي عليه تغليب المصلحة العامة، والسعي بكل شفافية لدعم أي توجُّه منطقي يحقق الاستقرار والتطور للكرة السعودية، فالفوز ليس للأشخاص بل للوطن، والآخرون من حولنا لا يعرفون أحمد عيد أو من سبقه، ولا يهمهم من يرأس الهلال أو الاتحاد، بل يسمّون الأسماء بمسمياتها الوطنية الشامخة لدينا، وكفانا جلداً وانتقاصاً وشكوكاً واتهاماً للآخرين ولا أقول انتقاداً لأنّ ذلك حق للجميع، وما نشاهده ونسمعه ونقرأه - غالباً - لا يمت للنقد المهني بصلة، بل إرهاصات نفسية تنطلق بكل اتجاه تحت مسمّى (انتقاد إعلامي) ..!!
الثقة بين مكوّنات الكوادر البشرية الخبيرة رياضياً وتحديد هدفها المباشر، سيصنع من كرتنا قوة لا تقهر قارياً، والواقع الآن يؤكد أن ثمة أقطاب ستدخل صراعاً خفياً أو معلناً، وهو الأمر الذي سيعني مزيداً من المشاكل والعقبات، ولا حل سوى بخارطة طريق واضحة المعالم لا تقصي أحداً قديماً أم حديثاً، فاسم الوطن يبقى والأسماء تطير ..!!
قبل الطبع
«الشيء الوحيد الذي يجعل الشر ينتصر هو أن يظل الخير ساكناً لا يفعل شيئاً»
- ادموند بورك