محمد السياط
يُقال: من أمن العقوبة أساء الأدب، وهنا قبل أن نلوم من أساء الأدب ونوجه له النقد اللاذع لفعله المشين علينا أن نوجه اللوم والتأنيب لمن جعله يكون بمأمن من العقوبة أما وإن تكررت إساءة الأدب مرارًا وتكرارًا فلا شك أن الرقيب بلغ من الضعف والهوان مبلغ يدعو لا للتعجب والاستغراب فحسب بل للاشمئزاز والسخرية معًا، ما ذكرته آنفًا ينطبق تمامًا على حال الاتحاد الآسيوي لكرة القدم وهو يقف موقف المتفرج أمام تجاوزات الإيرانيين التي بلغت حدًا لا يطاق في جميع المباريات التي تقام على ملاعبهم وآخرها الأسبوع الماضي وكأن هذا الأمر لا يعني الاتحاد الآسيوي الجبان الذي لم يحرك ساكنًا وفي كل مرة يخرج علينا أحد مسؤوليه بحجة واهية وبتبريرات لا تقل سوءًا عن أفعال الإيرانيين وآخرها ما ذكره أحد مسؤولي هذا الاتحاد الفاشل بعد أحداث مباراة المنتخب الإيراني الأخيرة الأسبوع الماضي حينما تنصل واتحاده من المسؤولية بحجة أن هذه المباراة من مسؤولية الاتحاد الدولي لكرة القدم وكأن هذه الأحداث لم نشاهدها من قبل تحت مظلة اتحاد الغفلة الذي لا يتردد عن معاقبة أنديتنا أو أية أندية أخرى ليست إيرانية..!
والمضحك حد السخرية حينما يبرر أحد مسؤولي الاتحاد الآسيوي عدم معاقبة الأندية الإيرانية أو الاتحاد الإيراني لكرة القدم بأن مراقب المباراة لم يدون أية ملاحظات، وهذا الأمر مردود عليه، فإن نوعية المراقبين الذين يذهبون لإيران ممن ينطبق عليهم المثل: (اطعم الفم تستحي العين) فإن هذا ليس مبررًا للاتحاد الآسيوي أن يسكت ويغض الطرف عمّا يجري في الملاعب الإيرانية فالنقل التلفزيوني والتسريبات التي نشاهدها من كاميرات خاصة تفضح ما يحدث بشكل لا يقبل النقاش ولا الجدل وبالتالي يجب معاقبة المراقب أولاً الذي لم يدون ملاحظاته وكذلك معاقبة النادي المستضيف أو الاتحاد الإيراني إن كانت المباراة للمنتخب، لكن الواضح أن الأمر لا يتعلق بالمراقبين فحسب بل بالاتحاد القاري الضعيف والجبان أمام تجاوزات الإيرانيين في ملاعبهم..!
والمضحك حد السخرية أكثر فأكثر حينما يوجه لنا كإعلام سعودي اللوم والانتقاد سواء من قبل رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أو من أحد مسؤولي هذا الاتحاد أو المنتمين إليه من أننا نهاجم اتحادهم وننتقده بقسوة وأن ما يجري لا يتطلب ردود الأفعال التي تصدر عنا، وهنا لا أملك إلا أن أقول وكإعلامي سعودي: إن لم تستح فافعل ما شئت..!
يا هلاليين.. اركدوا!
قوبل تعاقد نادي الهلال مع المدرب الأرجنتيني رامون دياز بفرحة كبيرة داخل الأوساط الهلالية وهذا من حقهم كون المدرب من فئة المدربين الكبار المشهود لهم بالكفاءة التدريبية العالية وهذا ما يحتاجه فريق كالهلال يعج بالنجوم الموهوبين فيما يعد الهلال زعيمًا للأندية المحلية والقارية في كرة القدم لذا فهو يحتاج لمدرب كفؤ من العيار الثقيل، لكنني ألوم البعض من الهلاليين الذين بالغوا كثيرًا بالفرح لحد القول من البعض بأن فريقنا سيأكل الأخضر واليابس هذا الموسم وفي ذلك مبالغة كبيرة ذكرتني بردود أفعال بعضهم أيضًا بعد تعاقدات النادي مع عدد من اللاعبين المحليين والأجانب قبل بدء هذا الموسم فظنوا أن فريقهم سيكون مختلفًا فصدموا في بداية الموسم وتيقنوا بأنهم بالغوا وأفرطوا كثيرًا بتفاؤلهم متناسين أن التوفيق من عند الله أولاً أخيرًا ثم إن هناك عوامل أخرى يجب أن تتكامل حتى يتحقق النجاح المطلوب.
إن رأيي هذا ليس تشاؤمًا، بل هو دعوة بأن يتريث أولئك الذين أفرطوا في تفاؤلهم ولننتظر حتى نرى كيف ستكون أحوال الفريق مع هذا المدرب الذي لا أشك في كفاءته لكن النجاح المطلوب تحكمه عوامل كثيرة داخل المستطيل الأخضر وخارجه.. منها عوامل عامة ومنها عوامل خاصة بالمدرب نفسه الذي لأول مرة يحضر إلى بلادنا، وهنا لا نملك إلا الدعاء بأن يوفق الله فريق الهلال تحت قيادته وأن تكلل جهود إدارة النادي ومن يقف خلفها من رجالات الهلال بالنجاح لأنهم بذلوا الكثير من المال والجهد.. آمين يا كريم.
على عَـجَـل
* محللو الحالات التحكيمية في البرامج التلفزيونية يرتكبون جملة من المتناقضات في تقييمهم للحالات التي يستعرضونها علاوة على تغاضيهم عن حالات تستحق الوقوف عندها، والملاحظ أن آراءهم تختلف باختلاف النادي مما يفقدهم المصداقية.. لذا من المفترض أن يتنبه المذيعون وفرق الإعداد بتلك القنوات لهذه المتناقضات ومناقشتهم ولو خلف الكواليس لأن تكرار هذه المتناقضات محسوبة على تلك البرامج قبل أن تحسب على الخبير التحكيمي..!
* يُقال: إن رئيس دائرة التحكيم لدينا هاورد ويب لا يقيم هو الآخر بالمملكة مثله مثل مدرب منتخبنا لأنه مرتبط هو أيضًا بتحليل مباريات الدوري الإنجليزي.. (وآخر كلام..باقي أحد وإلا بس هالاثنين)..؟!
* عاد ناصر الشمراني مع المنتخب وعاد مع الهلال فتجلى نجمًا كبيرًا.. فكان العود أحمد.
* من باب الإنصاف.. فإن على كل من انتقد سلمان الفرج في الموسم الماضي حينما هبط مستوى أدائه الفني أن يشيد به هذا الموسم وقد عاد سلمان الذي نعرفه بأدائه المميز والرائع والممتع.
* نادي الباطن القادم لدوري جميل من أقصى شمال شرق المملكة ما زال الحصان الأسود في هذا الدوري وقد قدم مستويات مثيرة للإعجاب ويستحق عليها الثناء والتقدير رغم ضعف إمكاناته المادية، لكن عزيمة رجاله تخطت كل الصعاب.. شكرًا ناصر الهويدي وشكرًا لكل من وقف معه ودعمه.