إبراهيم السماعيل
ليست حلب من يستغيث الآن فقط وإن كانت الأبرز بل سوريا كلها وشعبها يستغيث ليس الآن فقط لكن منذ أكثر من خمس سنوات عندما بدأت عصابة الأسد الإرهابية المجرمة بإبادة الشعب السوري بوحشية بالغة لتركيعه وإفشال ثورته مستعملة في سبيل ذلك كل أنواع الأسلحة بما فيها سلاح الإرهاب، كل هذا حدث تحت سمع وبصر العالم أجمع وبموافقته أيضا.
عصابة الأسد كانت أهم عملاء المشروع الفارسي وأهم من سانده في مشروعه الطائفي السرطاني في جسد الأمة العربية فأصبحت بعد ثورة الشعب السوري هي من يحتاج المساندة وباتت عبئاً ثقيلا على هذا المشروع الخبيث واستمات الفرس وكل أذنابهم من الشراذم الطائفية لمنع سقوط هذه العصابة الطائفية المجرمة مستندين إلى دعم دولي ماكر لكنه أصبح واضحا الآن، كما استماتت إسرائيل ومن خلفها كل الدول الكبرى لمنع هذا السقوط حيث إن هذه العصابة تعتبر أيضا أهم عملاء إسرائيل في المنطقة، لهذه الأسباب فقط لا غير لم تسقط عصابة الأسد إلى الآن ولهذه الأسباب فقط تُمارس في سوريا الآن أبشع الجرائم التي عرفتها الإنسانية وكل كلام غير هذا هو محض هراء وكذب كشفه الشعب السوري بدمه وأشلائه ومهجريه ومدنه التي سويت بالأرض بوحشية غير مسبوقة.
أما الإرهاب الذي يدّعون محاربته الآن فليس أكثر من ذريعة ومبرر لممارسة كل هذا الإجرام الوحشي حيث إن كل مخابرات العالم تعرف منذ عقود أن أهم صادرات سوريا (النظام) وإيران هو هذا الإرهاب الذي تدعي كذبا كل قوى الشر في العالم الآن محاربته، حيث إن هذا الإرهاب بشقيه السني والشيعي يوظف فقط لهدفين لا ثالث لهما الأول دعم المشروع الفارسي وعملائه في المنطقة من الأقليات الطائفية والذي بالضرورة يؤدي إلى الهدف الثاني وهو إعادة رسم خرائط المنطقة بدماء أبنائها للأسف، هذا هو واقع الحال بكل بساطة وبدون فلسفة فكفوا عن خداعنا.
فإن لم يتوقف هذا الخداع وهذا الإجرام وهذه المسرحيات العبثية التي تهدف إلى تغليب الأقليات للوصول إلى صناعة شرق أوسط جديد فستكون المنطقة والعالم أمام بركان إرهاب حقيقي غير مسيطر عليه كما هو حال داعش وأخواتها الآن وسوف يكون لدينا ألف داعش غير مدجنة وغير مسيطر عليها، ولن يُنتِج هذا الإجرام وهذا القهر والإذلال للأغلبية إلا إرهابا حقيقيا غير مصطنع لن يخدم في نهاية الأمر من ساهموا في إبراز هذا الإرهاب الداعشي الحالي البغيض ولن يخدم أيضا من غضوا النظر عن عصابة الأسد وإيران في صناعة هذا الوحش الداعشي الذي كان المبرر فقط لإبراز الوحش الإرهابي الشيعي الأكثر وحشية ودموية وحقدا ضد الأكثرية السنية المعتدلة إلى الآن على الأقل.