«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
أكد المستشار بالديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد أهمية أن يكرر الخطيب أصول الدين على المصلين، كما كان يفعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في خطبه، موجهاً ذلك لكبار الصحابة، مشدداً على أن يبتعد الخطيب عن المواضيع التي تثير ولا تجمع، وأن يبتعد عن الاهتمام المبالغ فيه بالسجع الذي يصرفه عن قوة المحتوى، ويصرف المستمع عن المحتوى.
جاء ذلك في اللقاء المفتوح بالدعاة والخطباء، والذي نظمه فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة عسير، بالتعاون مع جامعة الملك خالد، يوم أمس الأول، في مدينة أبها، بحضور (200) خطيب وداعية، وعدد من أعضاء هيئه التدريس بالجامعة، وعدد من الإعلاميين، وذلك ضمن جهود الوزارة في الاهتمام بخطبائها، ودعاتها.
وقال م: يلزم الخطيب الحث على حضور صلاة الجمعة، مبيناً أنها بالإضافة لفرضيتها، فهي رسالة بالاجتماع مع المسلمين والنفور منها نفور عن الجماعة، ومشدداً على اتباع تعليمات الوزارة المبنية على فتوى اللجنة الدائمة التي تشدد على دخول الخطيب على موعد دخول وقت صلاة الظهر، حيث إن هذا من طاعة ولي الأمر، ومن مظاهر اجتماع كلمة المسلمين في المدينة الواحدة.
واضاف: على الخطيب أن يستفيد من خطبته للجمعة من ناحية أن يطبق ما قاله، وأن يقوم بتسجيلها لنفسه، وأن يسأل بعض الحاضرين عن ملحوظاتهم واقتراحاتهم للخطبة؛ سعياً منه لتطوير نفسه، مشيداً باقتراح تبادل الخطباء بين الجوامع؛ لما فيه من التنوع، على أن يكون ذلك بعد الرجوع لأنظمة الوزارة.
وشدد الشيخ صالح بن حميد على ضرورة تناول مواضيع طاعة ولي الأمر بطرق متنوعة، وعلى الدعاء لهم في الخطبة، مبيناً أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في آخر وصاياه، قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة» حاثاً على أن يكون الخطيب مفتاحا للخير محبباً له، رفيقاً عند وصفه المخطئين؛ كي يكون ذلك أدعى لقبولهم، واستجابتهم .
وكان اللقاء قد انطلق بكلمة ترحيبية، ألقاها مدير اللقاء عضو هيئة التدريس بالجامعة الدكتور سعيد بن متعب القحطاني، عرَّف خلالها باللقاء وأهدافه، تلاها كلمة لمدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية بعسير الشيخ حجر العماري، بيَّن فيها أهمية منبر الجمعة، ودور الخطباء والدعاة في درء الفتن، والتطرق للتوازن فيما ألقى الشيخ محمد بن سعيد القحطاني كلمة الخطباء، حيث أشاد فيها باللقاء، شاكرا لولاة الأمر اهتمامهم بالخطباء، وشؤونهم، ولكل ما يقومون به من خدمة الإسلام والمسلمين، ولوزارة الشؤون الإسلامية التي تولي هذا الموضوع اهتماماً كبيراً، لما لخطبة الجمعة من أهمية بالغة، وأثر كبير في الناس.