رقية سليمان الهويريني
أزعم أن اقتحام التقنية لمجتمع مغلق أمر في غاية الخطورة، وأقصد المجتمع الفوضوي الذي اعتاد شبابه الكتابة على الجدران باستخدام أقذع الألفاظ، وأسوأ العبارات، والاعتداء على سمعة الآخرين وأعراضهم.
وقد كنت سابقاً أعجب من بيع بخاخات الألوان على الأطفال أو الشباب لتسببها بالأذى لصاحب الجدار المستخدم للكتابة عليه أو الشخص الممسوس بسمعتهَ، وربما ترك شبابنا هذه الوسيلة حين توفرت وسائل أخرى ومنها (تويتر وفيس بوك وسناب شات وواتس آب وانستغرام).
والحق أن مجتمعنا لم يكن مهيئاً مطلقاً لخوض تجربة استخدام التقنية بالصورة المطلوبة، بدليل أن بعض الأشخاص من المثقفين والوعاظ قد وقع في مستنقع الكتابة البذيئة، وبعضهم تم القبض عليه وبعضهم لا يزال طليقاً تقطر كتابته فساداً وسوءاً!
والمطلع على الردود في قنوات التواصل يجد أسلوباً سيئاً في الحوار والنقاش الذي لا يحمل أدباً أو تهذيباً قط، بل بذاءة ووقاحة! والأفضل استخدام أسلوب الحظر لعلاج هذا السوء.
والحق أن مشاهير (سناب شات) التوافه قد تسببوا بخرق نسيج المجتمع ونشروا فكراً استهلاكياً غريباً عليه، وتسببوا في تغيير بنية المجتمع ونسقه من خلال الاستعراض بالشراء غير المنضبط وتوزيع الهدايا الثمينة على العائلة والأصدقاء، حتى صار لهم الجيل مقلّداً ولفعلهم معجباً، وبدأ الكثير من الشباب بالعزوف عن العمل الوظيفي والتوجه لتسجيل مقاطع تافهة طلباً للشهرة والمال، فمظاهر الثراء تبدو على هؤلاء المشاهير دون وظيفة أو عمل مستمر.
والمقلق مؤخراً هو ظهور شخص راشد شكلاً، وقاصر مضموناً في سناب شات وهو يسب الدين والمجتمع ويشتم بأسلوب بذيء وبطريقة مقزِّزة، والمؤسف هو تناقل الناس هذه الوقاحة! وهذا الأمر في غاية الخطورة حتى لو تم القبض عليه والتحقيق معه! لأن ما ذكره باق وموثق يتناقله الناس مما يجعل تصرفه سهلاً ومستساغاً لاسيما لدى الأطفال والشباب القاصرين! ولكي نوقف مثل هذه المقاطع المؤذية يجب عقاب من يتداولها مهما كثر العدد؛ لأن في ذلك ردعاً لهم ووقف هذا السيل من السخف والتفاهة. والحل الأسلم هو حظر سناب شات تماماً حفاظاً على نسيج المجتمع وأمنه ووقف الاستعراضات بأنواعها!