عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة.. يتسيد نادي النصر المشهد الرياضي من خلال الأحداث المتتالية والمشاكل المتأزمة والصراعات الدائرة في جميع المشاهد والبرامج والمنابر الإعلامية ولا يمكن أن تشاهد برنامجاً رياضياً أو قناة رياضية أو غير رياضية ولا يكون العنوان الأبرز النصر ومشاكله والانقسامات الحاصلة فيه.
ورغم أن هناك أمورا أكثر حساسية وأهمية من مشاكل النصر الداخلية مثل الفراغ الفني الهلالي ومشاكل الاتحاد المالية واحتمال تعذر مشاركته آسيوياً والفراغ الإداري المتعدد للأهلي، إلا أن ما يحدث في النصر (أكل الجو) على الجميع وقد تكون المرة الأولى الذي أشاهد فيها مشكلة مدرب مع لاعب تصل إلى هذا الحد من الطرح والتعاطي مع الحدث فقط لأنه النصر والذي أصبح حديث الجميع.
ورغم خروج رئيس النادي ومحاولة سحب بساط المشاكل واختزالها في شخصه موجهاً رسالة بأنه هو المقصود ولكن لا أظن أنه كلام صحيح.
فسمو الرئيس ليس هو من اعتدى على اللاعب عوض خميس ولا من ضرب عبدالله شهيل وتلفظ على لاعب الاتحاد المحترف الكويتي وسموه ليس من حرم من التكريم من سمو أمير منطقة تبوك، وأخيراً سموه ليس من حاول تزعم بعض اللاعبين والتوجه للإدارة وإبلاغها بعدم رغبة اللاعبين باستمرار المدرب.
هذا سرد للأحداث القريبة وهي لا تمثل كل شيء.. فبعد ذلك كله هل أنت المقصود يا سمو الرئيس حسب تعبيرك ؟
ما يجب أن يفهمه النصراويون وأولهم رئيس النادي أن المشكلة لم تعد مالية ولا فنية ولا إدارية المشكلة في لاعب فقد كل شيء إلا دعم الرئيس الغريب واللاعب صاحب السجل المليء بالمشاكل والقضايا ولم يعد لديه ما يقدمه بعد أن فقد ثقة المدرج والشارع الرياضي فنياً أما سلوكياً فلم تكن موجودة أصلاً منذ كان في ناديه الأساسي أهلي جدة واليوم بحضور مدرب يبحث عن النجاح وينشد المصلحة العامة لفريقه أصبح لديه قناعة بعدم جدوى استمرار لاعب فقد كل شيء وفوق ذلك يرفض دكة البدلاء ولم يدرك أن أساطير الكرة جميعهم جلسوا من قبل فمن يكون هو حتى يرفض الجلوس؟ ولكن مع الأسف وجد من يؤيد تصرفاته بل وقف محامياً وسور دفاع عنه.
لقد اعتقد الجميع أو البعض أن مشاكل النصر قد توقفت بعد مسلسل أعضاء الشرف وما أخذ هذا الأمر من شد وجذب وبيانات وانشقاقات ونتج عنه ابتعاد أبرز الداعمين وأفضل الشرفيين إلا أنه مع الأسف والأسف الشديد تواصلت المشاكل وتوغلت أكثر وأكثر فبعدما كانت خارج أسوار النادي وداخل الغرف المغلقة أصبحت اليوم تبعث من الداخل وأصبحت مشاكل أشبه بالسرطان الذي ينخر في جميع أجزاء الكيان بصمته، وهو ما نتج عنه ابتعاد كوادر إدارية مميزة وقد يلحق بهم كوادر فنية ومن أجهزة أخرى داخل الكيان وهنا يستمر المشهد من مسرحية إلى أخرى حتى أصبح النادي هو البطل للموسم منذ انطلاقته وربما قبل ذلك من خلال المنابر والقنوات الإعلامية.
وبعدين مع إقالة المدربين
هل نطلق عليها حالة استثنائية أم ماذا؟ يا جماعة لم يمض سوى خمس جولات على انطلاق دوري جميل إلا وتطاير المدربون والإقالات تجاوزت كل حدود المألوف وهذا دليل قاطع على أن المدرب مجرد شماعة يلصق فيه الفشل الإداري سواء في استقطابات اللاعبين خاصة الأجانب أو فشل الفريق في تقديم المستوى المأمول وهذا السيناريو أصبح مكرراً.
والجديد في الأمر حقيقةً أن هناك إدارات تقيل مدرباً وتتعاقد مع آخر ثم تقيله وتعود للأول وعلى الرغم من انطلاق الدوري والصراع المحتدم على جمع النقاط من البداية إلا أن الأندية دخلت في سباق لإقالة مدربيها حتى أصبح العدد حتى اللحظة خمسة مدربين بمعدل مدرب مع نهاية كل جولة، ورقم الضحايا لن يتوقف عند هذا الحد بل سيزيد ويستمر مع مرور مراحل الدوري وهناك مدربين على الطريق لإنهاء ارتباطهم بأنديتهم ويأتي في مقدمتهم مدرب النصر الكرواتي زوران والجزائري مضوي مدرب الوحدة وقد تكون هناك أسماء أخرى لن تشاهدونها بعدما تثبت فشلها.
والحصيلة في النهاية استمرار الهدر المالي ومزيد من الديون ناهيك عن المردود الفني للفرق التي تستبدل مدربيها أثناء المسابقات والمنافسات المحلية المتعددة. وقناعتي الشخصية أن كل ما يحدث من استقالات وإقالات ناتج لضعف إدارات الأندية ومعرفتها وقدرتها الإدارية ناهيك على أن معظمها ذهبت ضحية لسماسرة التعاقدات وما يربطهم من مصالح مع منسوبي الأندية وفي النهاية الكيان والفريق والجمهور هم فقط من يدفع ثمن ما يحدث بعدما تطير الطيور بأرزاقها.
نقاط للتأمل
- الجولة السادسة لدوري جميل هذا الأسبوع ثقيلة ومثيرة من خلال لقاءات كبيرة تجمع بين أندية متنافسة على كل شيء من نقاط ومن رد اعتبار، فلقاء النصر بالأهلي يجب أن يوقف الهيمنة الأهلاوية في السنوات الأخيرة، والشباب يريد أن يثبت أنه منافس ومع الكبار عندما يحل ضيفاً على الاتحاد المتصدر والذي يريد مواصلة صدارته وإعلان عودته القوية.
- أحترم سمو رئيس نادي النصر كثيراً وأقدر كل اجتهاداته ولكن لم يكن تبريره لما يحدث داخل ناديه منطقيا إطلاقاً واعتقاده أنه المقصود يجب ألا يكون معمما، فإذا كان هناك شخص أو اثنان يريدون أن يصفون حساباتهم معه عندما أدار ظهره لهم فليس الجميع كما يظن سموه فهناك من يتحدث لمصلحة النادي والفريق تحديدا، وأعتقد أن المشاكل واضحة وطفت على السطح ولم يعد تجييرها أو تحويلها أمرا مجديا ولن تستطيع أن تغطي الشمس بغربال.
- تعاقد الهلال مع مدرب كبير ومميز ومعروف وهو رامون دياز لا شك أنه مكسب كبير للهلال والكرة السعودية ولكن ما يجب العمل عليه من قبل الإدارة الهلالية هو استمراره ومساعدته والعمل على إبقائه أما أن يكون مرحلة توقف (ترانزيت) حتى يحصل على عقد أكبر وأضخم أو عند تولي تدريب منتخب بلاده فبالتأكيد هذا أمر مرفوض وغير مقبول من الشارع الرياضي كاملاً، فيجب أن تكون للأندية السعودية مكانتها وكرامتها، فأنديتنا ليست محطة توقف للمدربين وسد وقت فراغهم.
- مؤلم جداً وغير مقبول إطلاقاً انسحاب نادي الاتحاد من البطولة الآسيوية لأسباب مالية فأين رجال الاتحاد؟ هيئة الشباب والرياضة لم تقصر وسبق أن ساعدت النادي كثيراً في الحصول على قرض مالي وتخفيض الدين العام ولم يسبق أن حصل نادي آخر مثل ما حصل عليه نادي الاتحاد ومع ذلك لا يزال خارج السيطرة ومهددا بعدم المشاركة آسيوياً ولكن إلى متى؟ وهل يقول الجمهور الاتحادي كلمته من خلال حضوره ودعمه للكيان بعدما أبح ضحية إدارات سابقة مفلسة خاصة إدارة الشيك المفتوح؟
خاتمة
- للأسف...!! الشوارع أصبحت خالية من أخلاق الناس والناس أصبحت ممتلئة بأخلاق الشوارع !!
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما ألتقيكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائماً نلتقي.