إبراهيم الطاسان
هدنة لمدة اثنتين وسبعين ساعة أتمنى لو أعرف ساعة ابن الشيخ هل هي ساعة ذرية نضبط الوقت بدقة حتى لا تقل أو تزيد الهدنة عن المدة المحددة. بهذه الأمنية أنا جاد وأنا الساخر. سبق هذه الهدنة هدنات سبقها ورافقها تصريحات معلنة من ابن الشيخ تفيد المهتم بأن ابن الشيخ لم يعلن بدايات الهدنات السابقة إلا بحصوله على موافقات موثَّقة بالتزام كل الأطراف بالهدنة، ولم يكن من بين الهدنات السابقة بما فيها أطولها مدة، وأعنفها من قبل الحوثيين في سفك الدم اليمني الهدنة الأخيرة التي أعلنت بنفسها عن فشلها من الكويت، ابن الشيخ وهو المندوب الأممي الذي يملك سلطة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ويمثّل سلطانها لم يكن قادراً على الإشارة بأصبع الاتهام لمن كان خرق الهدنة قبل أن تبدأ، وما ذلك في تقديري إلا أن ابن الشيخ حسن النيّة. يصدّق ما يسمع من الانقلابيبن (المخلوع، والحوثي) فيصدّقهم حينما يسمع منهم كلمة شرف. (حقيقي أن العربي إذا وعدك وقال كلمة شرف، اعتبر وعده عهداً ملزماً له، ويقدّم رقبته دونه) ولم يف (المخلوع، والحوثي - هذا إن كان عندهما شرف يقدما نفسيهما به) بدليل عدم الوفاء بوعد واحد قطعاه لابن الشيخ، فقد كانا أثناء الهدنات السابقة يمارسان اغتنام الفرصة بالتزام الشرعية بالوعد وفاء للعهد بالتزام الهدنة، ولم يلوح بعقوبات لإخلال الانقلابيين بالوعد المكتوب، لأن (فاقد الشيء لا يعطيه) وقلنا ونقول: إن من لا يرغب للشرعية ودول التخالف العربي استعادة الشرعية واستقرار اليمن هم من يسارع لإنقاذ الانقلابين كلما شارفوا على الانهيار التام - ليست الشرعية ولا دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية استثناء من العالم- فالقرارات الدولية الكثيرة صدرت بحق دول وجماعات كثيرة، ولم يلتزم بها المجتمع الدولي. ولنا فيما صدر بحق نظام بشار، والكيان الصهيوني، ودولة الملالي نماذج من تخلي المجتمع الدولي عن قراراته. وما مسارعة الدول وتلويحاتها، وإشفاقها المزعوم على سلامة المدنيين بمعايير ومواقف متباينة مع أن إنسانية واحدة إلا دليل أن الإنسانية لديهم أداة سياسية وليست نبلاً إنسانياً. وحلب، وإدلب، ودير، والضفة الغربية من فلسطين، وتعز. شواهد وشهود. وهو ما يدعو للحيلولة دون أن ينجح المناوئون لنجاح حملة استعادة الشرعية بحرف الهدف من استعادة الشرعية إلى زرع بذرة الشيطان في أرض اليمن لتنمو عليها نبتة الطائفية الحوثية لتكبر وتنثر ثارها الجهنمية مع كل هبة ريح. لا بد من اقتلاعها من جذورها. أما المخلوع رغم مكره وحقده وقلة مروءته (بإنكار ما طوّق عنقه من فضل) فظله سراب ينتهي بنهايته الشخصية قربت أو بعدت. وبما أن الوعد عهد، والشرعية والتحالف أعطوا الوعد بالالتزام بالهدنة متى ما التزم بها الانقلابيون. ومن المنتظر المرجح أنهم لن يلتزموا، لأنهم يعلمون بأن مردهم لمخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية وهي ما انقبلوا عليه. ومن ثم القرار - 2216- فيؤمل من الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس هادي اعتبار هدنة (72) آخر هدنة. تأسياً بقول نبينا وحبيبنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم «لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين» وإلا أصبح هدف استعادة الشرعية في مهب الريح، الدول المؤثِّرة بكل وضوح وإن لانت ألسنتها اليوم فيما نسمع منها. فصدورها تضمر نواياها على خلاف مقولاتها. وقد يصبح الأمر حدوتة «تيتي لا رحتي ولاجيتي» حينها تتصومل اليمن، وتعم الفوضى وهو غاية وأمل الملالي الإيرانيين، حيث إنهم كالجرثومة تتكاثر في العفن. والفوضى بيئة تكاثرهم ونشاطهم. فلا تتركوا الجرثومة تتكاثر في العفن.