فهد بن جليد
سنودع قريباً طريقة الشراء التقليدية للسيارات المُستعملة في أسواقنا، عندما يتيح المرور إمكانية استفادة الأفراد، من خدمة (موجز) التي أطلقها مؤخراً للشركات والمعارض للاستعلام عن (السيرة الذاتية) للسيارة المعروضة للبيع، هذا سيقضي على جزء كبير من التضليل، والتلاعب الحاصل اليوم في عمليات بيع السيارات المستعملة، والتزوير في تاريخها، والتغرير بالمشتري، الذي سيصبح بإمكانه الرجوع (لقاعدة البيانات) الخاصة بالمركبة لتحديد موقفه قبل الشراء.
منحك صورة مُبسطة وموثوقة من (مصدر رسمي) عن تاريخ المركبة التي تريد شراءها، وعدد وتواريخ الحوادث التي تعرضت لها، وعمرها الفعلي في السوق السعودي، وقراءة العداد عند البيع السابق، وعدد المُخالفات التي سجلت عليها، وعدد مُلاكها السابقين ..إلخ من المعلومات، ستجعلك تعرف الحياة التي عاشتها المركبة قبل وصولها إليك، لتكون على بينة بكل هذه التفاصيل الهامة؟!.
لا أعرف إن كانت كل هذه المعلومات تجمع أصلاً في ملف السيارة في السنوات الماضية أم لا؟ في كل الأحوال يشكر المرور على هذه الخطوة الجديدة، ولدي سؤال هنا حول موقفنا من السيارات الجديدة عند الوكالات أو الموزعين؟ مع قصص شراء سيارات تعرضت لحوادث أثناء النقل أو التنزيل داخل (مستودعات الوكالة) وتم إصلاحها عن طريقهم، وإعادتها جديدة كما كانت، وبيعها ضمن السيارات الجديدة دون توضيح ما حصل للمشتري؟!.
بعض العملاء لا يُركز ولا يسأل ولا يتفقد السيارة على اعتبار أنها جديدة من الوكالة - لا يخطر بباله أنها قد تتعرض لحادث داخلي - فمعظم الشراء يتم عبر الورق (البطاقة الجمركية) دون مشاهدة السيارة فعلياً، ومعرفة تاريخ التصنيع؟ والبلد الذي صنعت فيه؟ أو جمعت فيه؟ وتاريخ وصولها إلى المملكة؟ والمنفذ الذي وصلت عن طريقه؟ ودفعتها؟ وهل سبق إصدار لوحات لها أم لا؟ ..إلخ، وهذا دور تشترك فيه وزارة التجارة مع إدارة المرور؟ فهل إصلاح السيارة الجديدة التي لم تصدر لها لوحات تحتاج ورقة إصلاح من المرور عبر الـتأمين ؟ أم تتم الأمور بشكل داخلي، ودون أن يشمل ذلك خدمة (موجز) الجديدة؟!.
طريقة شراء السيارات الجديدة (استغلال حاجة المواطن بالتقسيط أو التأجير) أو حتى نقداً، تحتاج لترتيب وإعادة نظر، حتى لا يقع الزبون ضحية، فلا يمكن أن ينجح المرور في وضع سيرة ذاتية (للسيارة المستعملة) فيما نفشل في كشف حقيقة سياراتنا الجديدة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.