سعد الدوسري
أحسنت الجهات الأمنية، حين تحركت للقبض على المقيم السوري الشاب، الذي كان يبتز فتاة سعودية تبحث عن وظيفة، في المؤسسة التي يعمل فيها. وهذه الظاهرة ليست جديدة، فكم من فتاة كانت تشتكي منها، وترفع صوتها عالياً لكي يصل إلى المسؤولين، لكن دون جدوى. فبعض القائمين على المؤسسات الإعلامية لا يحبذ نشر مثل هذه القضايا، على أساس أنها تشوه صورة البلد. والبعض الآخر، يظن أنها حالات نادرة، ولا ترقى لمستوى النشر!
هذه الفتاة كانت شجاعة، وقامت برصد كل ما يمكن أن يدين هذا المبتز المجرم. ولولا جرأتها وثقتها بنفسها، لما كان بالإمكان القبض عليه، ولما تصدرت قصته واجهات الأخبار، في كل الصحف والقنوات التلفزيونية. وهي بذلك، تفتح باباً لفضح مثل هذه الممارسات، سواءً كان بطلها مقيماً أو مواطناً، إذ ليس من حق أحد استغلال حاجة الفتيات للعمل، للمساس بهن أو مساومتهن أو ابتزازهن. وإن حدث هذا الأمر، فإن مصير من يرتكبه السجن والتشهير.
إن الدور الأمني في تلك القضايا، يقتصر على البحث والتحري والقبض. أي أنه دور بعدي وليس قبلياً. وعلى وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، أن تضع الآليات المناسبة للإعلان عن الوظائف، ولإجراء المقابلات للمتقدمين والمتقدمات، بما يضمن المحافظة على كرامتهم وحقوقهم، فهناك العديد من التجاوزات التي تحدث في تلك المناخات، أولها الإهانات وآخرها الابتزاز.