يوسف المحيميد
نقرأ بين الفينة والأخرى عن صدور كتاب بإحدى اللغات، أو عن إقامة معرض تشكيلي في إحدى العواصم الأوروبية، فنبتهج أن أصبحت كتبنا ولوحاتنا مطلوبة حتى في الدول الأجنبية، ونصاب بوهم العالمية، بين الحقيقة خلاف ذلك تماماً، فبعض الإصدارات المترجمة للغات أخرى تصدر بدعم جهات محلية، إما حكومية أو خاصة، بمعنى أنها ليست من اهتمام الناشر الأجنبي، وليست مما يراهن على تسويقه وبيعه، وكذلك الأمر بالنسبة للوحات التشكيلية، نتوهم بأن صالات العرض والجاليريات في الخارج أصبحت تهتم بفنوننا التشكيلية، ونعتقد أن لوحاتنا تم اقتناؤها من قبل المهتمين الأجانب، بينما الواقع خلاف ذلك تماماً، هي مؤسسات محلية تهتم بتنظيم معارض تشكيلية داخل المملكة وخارجها، بمعنى أنها تستأجر القاعات هناك لمدة تصل أسبوعاً أو أكثر، وتعرض لوحات الفنان أو الفنانة السعودية، وفي الغالب لا تقتنى منه أي لوحة، باستثناء ما تقتنيه السفارة أو الملحقية أو ما شابه من الجهات التابعة لنا، وقد يزور المعرض بعض المهتمين هناك، لكنه - على أي حال - ليس معرضًا حقيقيًا، بتبني الدول المتقدمة لفنان أو فنانة، والمراهنة عليهما، سواء من حيث التكنيك والأداء والموضوعات والتجديد!
هذا لا يعني فشل مثل هذه الإصدارات أو المعارض، لأن الدور الثقافي للوزارات والسفارات مطلوب ومهم، لكن علينا أن نتواضع قليلاً، وندرك أننا لم نوضع تحت الاختبار الحقيقي، من خلال عناية دور النشر بمؤلفاتنا ككتب مهمة ومطلوبة في هذه الدول، أو عناية قاعات العرض للفنون التشكيلية في باريس أو روما أو هيوستن وغيرها!
بمعنى أننا يجب أن نتفاءل بتحقيق شيء ما في هذه الدول، من خلال مؤلفاتنا ولوحاتنا التشكيلية، لكن هذا الأمر صعب للغاية، والطريق ما زال طويلاً.