«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
قال رئيس مجلس إدارة مؤسسة سعفة القدوة الحسنة الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن أن كتابه (السعودية الموروث والمستقبل) لازال في انتظار إجراءات الفسح من وزارة الثقافة والإعلام لنزوله في المكتبات ودور النشر بالمملكة لافتا أنه متوفر حاليا في بريطانيا وفرنسا وبيروت، مشيرا سموه إلى أن الكتاب يتناول الموروث السعودي بكلّ أبعاده، ويناقش مدى فعاليته ومواءمته للبناء للمستقبل كما يستعرض الدور الذي أداه الموروث في حياة الأمة والناس في مراحل الدولة السعودية الثلاث وحتى يومنا هذا، إلى جانب تناوله قدرة السعوديين منذ القرن الـ18 الميلادي في تحويل الصعوبات والتحديات إلى وحدة كبيرة استطاعت أن تصمد أمام خصومها وتتخطاهم مستعرضا الركائز التي قامت عليها البلاد تحت مظلة الشريعة الإسلامية.. جاء ذلك في معرض حديث سموه في ثلوثية الدكتور محمد المشوح الذي أدار دفة الحوار فيها سعد النفيسة.
كما استعرض سموه خلال حديثه في الثلوثية نشاط مؤسسة سعفة القدوة الحسنة التي يرأس مجلس إدارتها قائلا: هي إحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تسعى لتعزيز القيم الرئيسة المتمثلة في الشفافية والنزاهة في المملكة، انطلاقاً من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وعاداتنا وثقافتنا وفقاً للاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد التي نصت على دور مؤسسات المجتمع المدني في توعية وتثقيف الأفراد والمؤسسات تجاه هذه الأخلاقيات وتحقيق ما احتوته هذه الاستراتيجية من مقاصد وأهداف.
أما عن «جائزة الشفافية للمؤسسة» فأكد سموه أنها جائزة سنوية يتم منحها كتقدير للمؤسسات العاملة في المملكة التي تعمل على ترسيخ وتأصيل قيم الشفافية والنزاهة وإبراز القيم العملية الرفيعة، من خلال إحكام أنظمتها الداخلية وإجراءات الرقابة الفعالة في جميع معاملاته، حيث يتم تحديد الفائز بالجائزة من قبل لجنة من الخبراء المستقلين تماماً عن الإدارة العليا لمؤسسة السعفة، موضحا أن هناك معيارين للجائزة وهما: الالتزام بقيم الشفافية والنزاهة، والإنصاف وقابلية المساءلة والأثر العام لتلك القيم على المنظمة بما في ذلك ما تنطوي عليه من دور المنظمة لتكون قدوة حسنة.
كما أوضح ضيف الثلوثية، أن من المبادرات للمؤسسة في تعزيز اللوائح الحكومية طرح المشاريع لمراجعة القوانين الحكومية بهدف اقتراح التحسينات اللازمة لتعزيز الشفافية والنزاهة، ومن ذلك القوانين المعنية بالشركات المدرجة في السوق المالية أو الأنظمة المعنية بالتوظيف الحكومي وما إلى ذلك.. إلى جانب وضع المبادئ التوجيهية النموذجية وتقديم المشورة بشأن تطبيقها بالإضافة إلى تنظيم دورات تدريبية للموظفين في الوظائف الرقابية، ومن ذلك المراقبين الماليين والمدققين الداخليين وتركيز المحتوى على أحدث الطرق والأساليب لمكافحة الفساد والكشف عنه
من جانب آخر أكد الدكتور محمد المشوح أن الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن جمع بين المواطنة والثقافة، ومن بيت علم ومعرفة وثقافة، إذ كان والده من الشخصيات العلمية والفقهية البارزة منوها بالدور الريادي الاجتماعي لسموه في رئاسة مجلس سعفة القدوة الحسنة التي رفعت رية العدالة والشفافية والنزاهة.. فيما علق في هذا السياق، الأمين العام لمجلس الوزراء والكاتب في صحيفة الجزيرة الأستاذ عبدالرحمن السدحان قائلا: إن الكتاب جريء في طرحه ومضمونه، واجتمعت فيه الحبكة العلمية والاعتماد على المصادر الكثيرة، متمنيا انتشاره في أوساط المثقفين والاستفادة مما حواه من ندرة علمية وتحليل لافت، مردفا قوله: اطلعت على الكتاب وتعلمت منه أشياء كثيرة لم أكن أعلمها من قبل.
كما أجاب ضيف الثلوثية عن سؤال حول إمكانية منح جائزة الشفافية للأفراد أسوة بالمؤسسات قائلا: إن ذلك أمر قد يكون واردا في المستقبل، مشيرا سموه إلى أن هناك شح كبير في المعلومات وقلة المصادر والمراجع عن كثير من الشخصيات السعودية، ومنهم والده الأمير عبدالله بن عبدالرحمن، وردا على سؤال عن الكتاب الذي يتناول سيرة والده، أجاب سموه بقوله: إنه لم يطلع عليه إلا بعد صدوره وله رأي وملاحظات حول بعض ما جاء فيه.. وتعليقا على مداخلة أخرى حول إصدار كتاب يتناول سيرة جده عبدالله بن حسن آل الشيخ، قال سموه: إنه لا يتذكر جوانب كثيرة من حياته إذ توفي جده وهو في سن مبكرة.. وقي ختام الأمسية قدم الدكتور محمد المشوح درع الثلوثية لسمو الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالرحمن.