سعد الدوسري
من المتعارف عليه مهنياً، أن الحوار المباشر مع المسؤول يستدعي جهداً إعدادياً كبيراً، من قبل فريق متخصص في مجال عمل المسؤول. وفي الغرب، تتم الاستعانة بخبراء إعلاميين، ويتم دفع مبالغ مرتفعة لهم، لكي يقوموا بالمشاركة في وضع الأسئلة للمسؤول الذي تنفرد القناة بلقائه. وقبل بث الحوار، تقوم إدارة التسويق بالإعلان عنه، بهدف جلب أكبر حجم من الإعلانات أثناءه، ولرفع نسبة مشاهديه إلى الحد الأعلى، لتسحب القناة بذلك، البساطَ من تحت أقدام القنوات الأخرى.
ما يصنع الحوار المميز، ليست الأسئلة المتخصصة فقط، بل مناقشة الأجوبة، ووضعها أمام المحك الحقيقي، من خلال نبش كل كلمة فيها، وإعادة نبشها. وهذا لا يتحقق إلا بتوفر النديّة ما بين أطراف الحوار، وإن لم تتوفر، فسنكون أمام منبر مفتوح للمسؤول، يقول من خلاله ما يشاء، كيفما يشاء، أو أننا سنكون بصدد طريق ذي اتجاه واحد، لا تتخلله سوى الرايات الملونة والأكف الملتهبة بالتصفيق!
اليوم، نحن نعيش حالة تختلف عن كل الحالات السابقة، وينبغي على إعلامنا، أن يعيد النظر في هويته الراهنة، وذلك لأنها لا تعمل بالحرفية الجديدة التي وصل العالم كله لها، بل تظل متمسكة بالأنماط التقليدية التي أصبح رجل الشارع البسيط كارهاً لها.