سعد الدوسري
بعد قرار سعودة نشاط بيع وصيانة الجوالات، قام وزير العمل والتنمية الاجتماعية الدكتور مفرج الحقباني، بأكثر من زيارة لما يسمى «مجمعات الاتصالات»، والتي صارت علامة بارزة في كل الأحياء السعودية. وفي كل زيارة، يحاول الوزير أن يثبت للشباب، عبر تصريحاته لوسائل الإعلام، أن هذا النشاط يمثل استثماراً حقيقياً للباحثين عن فرص عمل ملائمة. ونحن نتفق مع الوزير في هذا الأمر، إذ إن صيانة وشراء الهواتف المحمولة، تشهد حراكاً لافتاً، لا يوازيه أي حراك، لأية سلعة أخرى.
ومع اتفاقنا الكامل مع الوزير، إلا أننا نجد أنفسنا أمام مشكلة حقيقية، وهي افتعال المعوقات أمام الشباب والشابات، للانخراط في هذا المجال الحيوي. ولعل أبرز عقبة، هي استمرار وجود الأجنبي في تأمين الأجهزة الجديدة أو قطع الغيار. هذا الأجنبي، الذي لا أظن أنه يخفى على الدكتور الحقباني، يريد أن «يطفّش» الشباب من مجمعات الاتصالات، لكي يعود هو إليها، ظافراً منتصراً. وإن لم تتخذ الوزارة الإجراءات المناسبة، لتمكين الشباب من تأمين متطلباتهم من تجار سعوديين، يراعون الأنظمة ولا يخالفونها، سواء من ناحية الأسعار أو من ناحية آلية التواصل وسرعتها، فسوف يحقق هذا الأجنبي مبتغاه، وسوف يخرج ابن الوطن، كالعادة، من «المولد بلا حمص». وكالعادة أيضاً، سوف تخرج علينا المؤسسات الرسمية، لتقول بأن شبابنا لا يملكون الكفاءة لهذا العمل!!