الزلفي - خالد العطاالله:
في الموسم الماضي تشابهت ظروف ليستر سيتي الإنجليزي وفريق التعاون السعودي، فكلا الفريقين يتمنى ويطمح أن يبقى في مناطق الدفء في دوري بلادهما فلا طموح بلقب أو منافسة وسعي مستميت للهروب من خطر الهبوط ولكن في الموسم الماضي حدثت المفاجأة لكلا الفريقين فنتائج بداية الموسم إيجابية فبثت روح الحماس في الفريقين فزاد الحضور الجماهيري والدعم المادي والحضور الشرفي وزاد الطموح ففرق دوري كل بلد لم يحسبوا لهم حسابا فجاءوا من الخلف وأحدثوا المفاجأة فحققوا النتائج الإيجابية فنال ليستر سيتي اللقب الأغلى عالمياً على مستوى الدوريات وتأهل مباشرة لدوري أبطال أوروبا، ونال التعاون مركزاً متقدماً أهله لملحق دوري أبطال آسيا، فكما يُقال (الوصول للقمة سهل ولكن المحافظة عليها صعب)، ففي فترة الانتقالات الصيفية يترقب عشاق الفريقين جميع التحركات فالطموح لم يعد الهروب من الهبوط، بل أصبح لديهم طموح المنافسة فحافظ ليستر سيتي على مكتسباته فرفض مدربه الرحيل رغم أن الفرصة الذهبية لاعتزاله قد حانت، ومدد الفريق لنجميه (محرز وفاردي) ورفض خروجهم رغم ارتفاع قيمتهم السوقية التي ستوفر للفريق ميزانية لا تقل عن أربعة مواسم قادمة، ولم ينتقل منهم من المؤثرين سوى كانتي وتم جلب اللاعب مندي من نيس الفرنسي كتعويض لرحيله، وكذلك تم جلب المهاجم أحمد موسى، وكان تفكير المدرب منصبا على دوري أبطال أوروبا (الذي يتصدر مجموعته حتى الآن)، وفي الجانب الآخر لم يحافظ التعاون على مكتسباته فمدربه الداهية والذي صنع الإنجاز ذهب للأهلي ولم ينجح فتم إلغاء عقده، كما تم التفريط بنجوم الفريق الذين شكلوا قوة ضاربة في الموسم الماضي كالقائد عدنان فلاتة والمايسترو عبدالمجيد الرويلي، والمهاجم المتمكن افولو!!!، ولكن المفاجأة الكبرى أن كلا الفريقين لم يقدما ما يرضي عشاقهما، فمع مرور الجولات أخفق ليستر في الفوز وأصبح يترنح في المركز الثالث عشر!!، وكذلك التعاون أخفق وبقي في المركز الحادي عشر!!، وخرج من كأس ولي العهد مبكراً!!، فالفريق الذي استغنى عن لاعبيه لم يحالفه التوفيق وكذلك الذي حافظ على مكتسباته نال نفس المصير!!!، وهذا التشابه في النتائج والاختلاف في الظروف أصبح يشكل علامة استفهام كبيرة، وهي أن كرة القدم ليس في جميع الأحوال وكما يُقال إنها (تُعطي من يُعطيها) فهذه المرة لم تعط من أعطها، ولم تُعط من لم يُعطها أيضاً!!!!، ولعل هذا يكون مبرراً لإدارةالتعاون بقيادة الأستاذ محمد القاسم.
فهل ينهض ليستر؟، وهل ينهض التعاون؟، فلا زلنا في البداية ولم يمض سوى الثلث من المنافسات وبقي الثلثين والمفاجآت قد تظهر مُجدداً، فالأيام القادمة كفيلة بكشف المزيد.