فهد بن جليد
تجارب الفاشلين والخاسرين أهم في بعض الأحيان من تجارب الناجحين، فليس بالضرورة أن تسلك ذات الطريق الذي نجح منه البعض كضمانة لنجاحك، ولكن من المهم أن تحذر الوقوع في أخطاء ثبت فشلها، لتنجح بالطريقة التي تناسبك؟!.
على الأقل تطبق هذه الفلسفة في الغرب، حيث لا يخجل أحد من نشر أسوأ الأخطاء التي ارتكبها في مذكراته، أو عبر صفحات الإنترنت، الأمر لدينا يبدو مُختلفاً، من باب الستر، أو الخجل من الفضائح، فتناقل الخبرات بين الأجيال يتم على استحياء، أصحاب الخبرة يُحجِّمون، لا مذكرات تُكتب، لا تجارب أو نصائح تقدم بشكل صريح و مُباشر، فيما يبدو أن الشباب يرون العصر قد تغير، وليسوا بحاجة لسماع تجارب كانت تقاس (بالمنقلة والفرجار) في عصر التقنية والآيباد؟!.
نحن اليوم متعطشون لمعرفة تجارب محلية، لأشخاص ارتكبوا أخطاء في مرحلة ما من حياتهم، وكيف يمكن للآخرين تجنب الوقوع فيها؟ للأسف مكتباتنا العربية شبه خالية، سوى من سرد لمسيرة عصامية (بهدف التلميع)، أو تجارب أجنبية مُترجمة حتى لو كانت لرجل مغمور، فليس بالضرورة أن تكون مُشتغلاً في السياسة أو التجارة حتى تجد من يرشدك أو يعينك، بكل بساطة هناك العشرات من التجارب والأخطاء المنشورة أمامك، وعليك تجنب الوقوع فيها، وهذا أمر لافت في مجتمعات تعاني التفكك الاجتماعي ، وحتى يتضح المقال فلننظر إلى أسوأ الأخطاء التي يرتكبها الشبان في العشرين من عمرهم ويندمون عليها عندما يكبرون ؟!.
تجاهل الصحة وعدم الاهتمام بها من أسوأ تلك الأخطاء، عدم ادخار المال، التأجيل والتسويف الدائم، محاولة إرضاء الجميع، الاعتقاد بأن كل الصداقات دائمة وثابتة طول العمر، سرعة الاستسلام وعدم البحث عن حلول عندما تتعقد الأمور، عدم تقديم أنفسهم للآخرين مُباشرة (نقص الثقة، والخوف من التجارب)، الاعتقاد بأنهم وحدهم من يعانون، غير صبورين، الاعتقاد بأن الهجرة أو السفر سيحل المشاكل، عدم بناء علاقات ثقة طويلة، القلق والتوتر عند عدم تحقيق الأهداف الفورية.. إلخ.
أعتقد أننا في عالمنا العربي اليوم نرتكب خطأ كبيراً عندما نستمع فقط لتجارب الناجحين في مجتمعاتنا، ونتجاهل تجارب أهم وأكثر فائدة، علينا التفتيش عنها في جعبة الفاشلين..؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.