عبد الكريم الجاسر
أخيرًا أعلن الهلاليون التعاقد مع مدرب جديد لفريقهم خلفًا للمدرب المقال ماتوساس، وذلك بعد عملية ولادة متعسرة صاحبها كثير من التردد والتخبط الذي انتهى بالتوقيع مع الأرجنتيني الشهير رامون دياز.. تستبشر الجماهير الهلالية بانتهاء هذه الأزمة التي عصفت بالبيت الهلالي مبكرًا وأسهمت في تغيير الأنفس بين الإدارة والشرفيين وأيضًا الجماهير الهلالية وناديها.. وبعد الإعلان عن دياز بدأت التساؤلات عن ماهية هذا المدرب وتوقع نجاحه من عدمه مع الفريق وكيفية عمله وهل المدرب المناسب أم..، وقد تلقيت عديدًا من الأسئلة حول هذا المدرب، حيث رغب البعض في معرفة رأيي الشخصي فيه وطبيعة عمله..
وللإجابة عن ذلك أقول: إن السيد دياز اسم كبير في الأرجنتين كلاعب شهير يعد من أبطال كأس العالم، ويملك سمعة وشهرة كبيرة وقبل أن يتحول للتدريب، وهو مهاجم معروف قبل التدريب، لكنه بعد أن انخرط في سلك التدريب يجب أن يقيم بعمله التدريبي لا بنجوميته السابقة كلاعب وبالنظر لطريقته التدريبية وأسلوبه الفني نجد أنه ينتمي لمدرسة التدريب القديمة التي تعتمد على قليل من التنظيم مع الاعتماد على إمكانات اللاعبين وقدراتهم الفردية والمهارية، بمعنى أنه لا يعتمد أساليب كرة القدم التدريبية الحديثة التي تعتمد على تقييد اللاعب بأسلوب لعب يتم التدريب عليه وتقليل مساحة الاجتهاد للاعب أو الاعتماد على مهاراته وقدراته.. ومثل هذه المدرسة التدريبية نجد من يعتمدها بتفاوت نجاحه من نادٍ إلى آخر بحسب ما يتوفر في الفريق الذي يدربه من إمكانات وما يضمه في صفوفه من نجوم.. وحين نقول ذلك نؤكد أن مثل هذا النوع من المدربين يعتمد على خبرته الشخصية أكثر من الطرق التدريبية وذلك بإدارة المجموعة والمباريات وحسن اختيار التشكيل والتعامل مع المباريات وهكذا.. في حين أن المدربين المعروفين بالطرق التدريبية الحديثة كالسيد بيلساو سامبو وباوزار حتى بيكرمان مدرب منتخب الإكوادور الحالي وغيرهم من المدربين الشباب في الأرجنتين وخارجها نجدهم يحملون أساليب تدريبية حديثة يطبقونها مع الفرق التي يدربونها ويثبتونها على أرض الواقع على سبيل المثال (الإسباني بيب جوارديولا) فهو أينما رحل حمل معه أسلوب اللعب البرشلوني وطبقه بحذافيره..
من هنا أقول إن اختيار دياز في هذه المرحلة وهذا الوقت من السنة وبالمقارنة مع الأسماء التي توجهت لها الإدارة الهلالية قبل التعاقد معه أقول يعد خيارًا جيدًا لأنه يحمل المواصفات التي تنقص الفريق الهلالي على الصعيد الفني والإداري كقوة الشخصية والقدرة على قيادة المجموعة والسيطرة على الأمور داخل الفريق وهذه أهم الصفات التي تحقق النجاح خارج الملعب، أما داخل الملعب فلديه خبرة جيدة ورؤية جيدة كذلك لكن لا أنتظر منه الكثير مع أنني أتوقع نجاحه قطعًا نظرً لأن الهلال الآن هو الأفضل عناصريًا في الدوري السعودي وبالقليل من العمل الفني يستطيع أن يكون أفضل من البقية بمراحل عديدة.. وربما أيضًا ينجح المدرب نجاحًا منقطع النظير متى كانت طريقته تتلاءم والفريق الهلالي ولاعبيه في كافة الخطوط.. لكنني أحكم في المجمل كمدرب مقارنة بغيره من المدربين وليس من خلال تدريبه للهلال وهذه تتضح بالتأكيد بعد مباشرته عمله ومعرفتنا أكثر بأسلوبه الفني وطريقة أدائه.. وقد يلاحظ البعض أنني لم أتطرق لطرق اللعب التي يفضلها وأيها الأكثر تطبيقًا لديه خلال مشواره التدريبي، ذلك أنني أحكم أكثر بنوعية وحداثة و(عصرية) طرق التدريب أكثر من اهتمامي بخياراته الفنية على صعيد طريقة اللعب، فهذه بإمكان أي شخص معرفتها بالنظر لملف المدرب فنيًا والموجودة في موقع (سكاوت) الذي يعطيك كل ما يتعلق بالطريق الفنية للمدرب وتفضيلاته.. لكن الأهم هل تتوافق هذه الطرق مع أساليب تدريبية حديثة تدعمها وتخدمها هنا هو الفارق بين من يطبق هذه الطريقة أو تلك لأنه ليس صعبًا أن تختار اللعب بطريقة معينة ولكن الصعب هو إتقان طرق التدريب الخاصة بها وهي التي تحدد النجاح من عدمه..!
لمسات
- عادت منافسات الدوري مجددًا لكن بنفسية مختلفة لدى الرياضيين وأيضًا الأندية.. فنتائج المنتخب الإيجابية في تصفيات كأس العالم رفعت معنويات الجميع وحتى نجوم المنتخب عادت لهم الثقة وباتوا مؤثرين في فرقهم وهذا أمر مسعد لنا من دون شك.
* * *
- تألف النجم ناصر الشمراني وعودته (لجزء) من مستواه نقطة إيجابية جيدة للهلال وللأخضر ودعم قوي للمرحلة القادمة وهي الأصعب التي نحتاج خلالها لكل نجوم الأخضر وكذلك أيضًا عودة السهلاوي مجددًا للعب والتهديف تصب في نفس الهدف.
* * *
- بعمل فني بسيط قدمه السيد سيبريا مع الهلال شاهدنا الفريق يقدم أداءً جيدًا من حيث التنظيم والانضباط ولعب كرة قدم جيدة.. فما بالكم لو أن الفريق يحظى بجهاز فني كفؤ منذ فترة.. وبالتأكيد فإن النتائج ستكون أفضل وبمراحل ونشاهد فريقًا قويًا متماسكًا يؤدي كرة قدم حديثة ويظهر إمكانات لاعبيه بشكل أفضل في إطار أسلوب لعب يتم التدريب عليه.. والدليل تحسن أداء معظم إن لم يكن كل اللاعبين بعد فترة بسيطة فقط من التدريبات الجيدة (مقارنة بالمدرب السابق) مع السيد سيبريا..!
* * *
- بالإمكانات التي يضمها الهلال في صفوفه فإن الوضع الطبيعي هو أن يؤدي الفريق مباريات الدوري ويتفوق بها بنفس الطريقة أمام الفيصلي والخليج وأمام كل الفرق فالهلال الأفضل فنيًا من ناحية العناصر لكنه الأقل أداءً كفريق جماعي.