فهد بن جليد
موضة (البرغر) داخل الخبز الملون (وردي، أزرق، أخضر.. إلخ) التي غزت مطاعم الوجبات السريعة في شوارعنا، تفتح سؤالاً مهماً حول (أضرار) هذه الأصباغ المستخدمة في تغيير لون الخبز.
هذا الأمر يذكرني بمأساة (الكتاكيت الملونة) عندما كانت الأمهات وأطفالهن يعتقدون أنها ولدت بهذه الألوان والأشكال، لذا هم يستمتعون بشرائها والاحتفاظ بها، دون أن يعلموا أنها تعرضت لأنواع التعذيب (بالأصباغ) التي تهدد حياتها، وتجعلها تموت خلال يومين أو ثلاثة على الأكثر.
هي ذات المعادلة تقريباً، أطباق (البرغر) الملونة الشهية تبهر الشبان والشابات ليتسابقوا على تصوير هذه الأطباق الفنية وتبادلها عبر وسائط التواصل الاجتماعي قبل التهامها، دون معرفة أسرار إعدادها ومخاطر اختلاط (البرغر) المليئ بالزيت الحار مع (أصباغ الخبز).
قصتنا مع الملونات الغذائية ليست جديدة، فقد كانت تقتصر سابقاً على أطعمة وأشربة وحلويات (الأطفال فقط)، أما اليوم فيبدو أن (عيون الكبار) بدأت تسابق (أيدي الصغار) نحو كل طعام تم تحسينه وتغيير لونه بالأصباغ لجعله شهياً وجذاباً، دون اكتراث لأي أضرار مُحتملة، أو عوارض طبية تخلفها هذه الأصباغ، مع أن مراكز الأبحاث توصي كل يوم بالتوقف عن استخدام الكثير من هذه الأصباغ (15 نوعاً حتى الآن) ثبت أنها تسبب اضطرابات فرط النشاط، أمراض السرطان، أمراض الكلى، والأورام، وغيرها.. وللأسف لا يتم حظر أو منع استخدام هذه الأصباغ إلا بعد مرور (سنوات طويلة) من الأبحاث، تكون خلالها الشركات المصنعة قد غزت الأسواق، وباعت آلاف الملايين من هذه المنتجات، وحققت (أرباحاً طائلة) على حساب صحة المُستهلكين!
لا يجب أن يكون موقفنا ضعيفاً في المطالبة القانونية بملاحقة الشركات المورِّدة لأسواقنا منذ عشرات السنين، والانضمام للقضايا التعويضية المرفوعة ضدهم في المحاكم الدولية، إضافة لحاجتنا مضاعفة الجهد في التوعية بالمخاطر المحتملة لهذه الأصباغ الجديدة؟ وزيادة الجرعة التثقيفية للصغار تحديداً!
آمن طريقة حتى الآن هي استخدام بدائل طبيعية لتلوين الطعام وتزيينه مثل (الزعفران، الكرز، التوت، السبانخ.. إلخ) حتى تشبع (العين) قبل (البطن) دون أي مخاطر صحية!
وعلى دروب الخير نلتقي.