«الجزيرة» - محمد السلامة:
حثت دول مجلس التعاون الخليجي، وزير الخزانة الأمريكية على العمل للحد من الآثار الخطيرة لقانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» المعروف باسم «جاستا»، مشيرة إلى أن هذا القانون ستمتد آثاره على أمريكا نفسها وبقية دول العالم.
جاء ذلك خلال الاجتماع المشترك الأول لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول الخليج مع جاك ليو وزير الخزانة الأمريكية في الرياض أمس برئاسة الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية، وبمشاركة الدكتور عبد اللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون، حيث تم بحث سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والمالية والاستثمارية والتجارية بين دول المجلس والولايات المتحدة الأمريكية وفقاً للاتفاقية الإطارية بين الجانبين، والأوضاع الحالية والمستقبلية في أسواق النفط العالمية، إضافة إلى تطورات الأوضاع الاقتصادية العالمية وتأثيراتها على اقتصادات دول المجلس.
وقال وزير المالية الدكتور إبراهيم العساف في تصريحات عقب الاجتماع، إن المجتمعين حثوا وزير الخزانة على أن تعمل الإدارة الأمريكية على الحد من الآثار الخطيرة لقانون «العدالة ضد رعاة الإرهاب» المعروف باسم «جاستا»، مشيراً إلى أن هذا القانون ستمتد آثاره على أمريكا نفسها وبقية دول العالم.
وكشف العساف أيضاً عن اتفاق لعقد جولة مفاوضات حول اتفاقية للتجارة الحرة (مجتمعة) بين دول مجلس التعاون والولايات المتحدة، لتعزيز التجارة بين الطرفين.
ومن المعلوم أن واشنطن أبرمت أخيراً اتفاقات للتجارة منفردة مع البحرين وعمان. وقد اتفقت دول مجلس التعاون في حينه على استثناء أمريكا من الاتفاقيات الثنائية التي تبرم معها لإقامة منطقة تجارة حرة ومعاملتها بشكل خاص، مشترطة في الوقت ذاته عدم منح أي دولة أخرى مثل هذا النوع من الاستثناء.
وقال العساف، إن هذا الاجتماع المشارك يأتي في إطار الاتفاق الذي تم بين قادة دول مجلس التعاون والرئيس الأمريكي باراك أوباما لتعزيز العلاقات الإستراتيجية بين دول المجلس والولايات المتحدة، حيث انبثق عن هذا الاتفاق عدد من اللجان المشتركة بين الطريفين، والتي منها ما يتعلق بالجانب المالي والعلاقات الاقتصادية، مشيراً إلى أنه تم خلال الاجتماع مناقشة عدد من المواضيع المتعلقة بالتطورات الاقتصادية الحالية وتعزيز النمو العالمي لما فيه مصلحة الطرفين، كما تم الاتفاق على مواضيع سيتم استكمال مناقشتها خلال اجتماع قادم.
وأوضح العساف أن الاجتماع ناقش عدداً من المواضيع المهمة التي ترغب دول المجلس بحثها مع أمريكا منها ما يتعلق بتعزيز التجارة بين الطرفين بما في ذلك إمكانية عقد مفاوضات لاتفاقية منطقة التجارة الحرة بين دول المجلس وأمريكا، كما تم إثارة موضوع العمل على اتفاقية لتفادي الازدواج الضريبي لما لها من أهمية في تعزيز الاستثمار والتجارة بين الطرفين.
وأضاف أن الاجتماع ناقش كذلك موضوع البنوك المراسلة بعد الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة والتي تحد من التراسل بين البنوك الأمريكية ودول كثيرة في العالم ومن بينها دول مجلس التعاون.
من جهته، حذر وزير الخزانة الأمريكي جاك ليو من مضاعفات قانون «جاستا» على مصالح بلاده مع دول الخليج، وذلك بحسب بيان وزعته وزارة الخزانة.
وكان الكونغرس الأمريكي قد أقر نهاية سبتمبر قانون العدالة بمواجهة رعاة الإرهاب.
وقال ليو خلال اجتماع مع نظرائه من دول الخليج إن القانون «سيدخل تغييرات واسعة في القانون الدولي القائم منذ زمن بخصوص الحصانة السيادية وفي حال تطبيق ذلك على نطاق عالمي ستكون له مضاعفات على مصالحنا المشتركة».
كما أشار إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي استخدم حق النقض «فيتو» على القانون قبل أن يتجاوزه تصويت جديد للكونغرس أظهرت عزمها على محاسبة من يرتكبون «أفعالاً مروّعة»، إلا أن «ثمة وسائل للقيام بذلك من دون التقليل من شأن مبادئ قانونية دولية مهمة».
وكان أوباما حذر من أن القانون سيضر بمصالح بلاده ويفتح الباب على رفع دعاوى قضائية ضد جنودها المنتشرين في دول عدة.