لم يعد ينطلي على العالم الذي يتابع أخبار سوريا بشكل يومي عبر القنوات الإخبارية «سياسة الخداع الروسية»، روسيا التي ترعى المجازر اليومية على يد قوات النظام السوري التي تلقى بعشرات البراميل بدون تحديد أهداف فوق رؤوس المدنيين ،ويقوم طيرانها بتجريب أنواع الأسلحة الجديدة والقاذفات فوق المدن السورية، وجل ضحاياها من الشعب السوري البريء ! فلقد كشفت مجريات الأحداث كذبها حين «تعلن الهدن لوقفها غاراتها» عبر وسائل الإعلام، لكنها في الحقيقة لم تتوقف ساعة واحدة، وطيرانها محلق في الأجواء السورية يقوم بشن مزيد من الغارات لضرب المدارس والمستشفيات والمنازل فوق المدن التي تتواجد فيها المعارضة لنظام بشار.
بالأمس لم ينجح وزير خارجيتها «لافروف» في دفع التهمة عن دور مشبوه لبلاده في ضرب قافلة الإغاثة الأممية التي كانت في طريقها للمدنيين في حلب ،حين دارت معركة كلامية على هامش لقاء مجلس الأمن بين «كيري» وزير خارجية أمريكا، ولافروف حين قال الأول «كأن لافروف يعيش في عالم آخر وليس معنا فالحقيقة أنه لا يوجد في الأجواء السورية سوى الطيران الروسي، وطيران النظام السوري فمن قام بتوجيه الغارة على القافلة؟» انتهى.
الغريب أن لافروف كما ذكر كيري يريد أن يقنع العالم بأن لا دور لروسيا في حرق نصف القافلة، بينما طيران بلاده في الأصل لم يتوقف عن التحليق وليس بحاجة إلى إعلان هدنة أمام العالم بينما مقاتلات بلاده تنتهز ذلك للانقضاض على المعارضة، وتشن الغارات فوق رؤوس الأبرياء السوريين وجل الضحايا من الأطفال والنساء!!.
هذه روسيا التي تعيش على أسلوب سياسة «المرواغة والخداع» فلها أكثر من وجه وكلها قبيحة، وبات من الصعب على «بوتين» أو وزير خارجيته «لافروف» تجميل تلك الوجوه البشعة أو إخفاؤها اليوم إعلاميا، وأنا أستغرب حين يخرج فريق أو كتيبة إعلامية من «المحللين الروس» عبر القنوات العربية الاخبارية من أمثال «يفجيني سيدروف، وفيتسلاف ماتوزوف» ويترك لهم المجال ليمارسوا الكذب والخداع والتزييف للحقائق ،وتجميل سياسة بلادهم ودورها في سوريا ،فمحاولات اقناع المشاهد العربي أن روسيا أتت «لتصنع حلا سياسيا في سوريا، وأنها أتت لمحاربة الإرهاب ومقاتلة داعش» اكتشف المشاهد العربي وتبين له خداع روسيا بوتين، ومراوغة موسكو، فالحقيقة التي لا يمكن حجبها ،أنها أتت لحماية النظام السوري، ورئيسه بشار الأسد، وإعادة تأهيله للحكم بعد أن شارف على الهلاك، وكذلك أتت لتحارب للقضاء على المعارضة مستخدمة كل أشكال القوة، وتبين أنها من يضع العقدة في كل الحلول السياسية، لأنها مصرة على «استخدام الحل العسكري» من أجل القضاء كلياً على المعارضين، وهذا الأمر بات واضحاً للجميع كوضوح الشمس في رائعة النهار، ولهذا فلن ينفعها ذلك الخداع ولا المراوغة حين تقدم نفسها راعياً نزيهاً لإيجاد السلام على طاولات الاجتماعات الدولية، وطرفاً محايداً عبر وسائل الإعلام وتوظيفها لهذا الغرض، بينما دماء الضحايا والدمار والقتل اليومي بمقاتلاتها يفضح الوجه القبيح الذي تخفيه «موسكو بوتين».