استضاف المتحف الوطني بالرياض مجموعة من الحرفيين والحرفيات من دول مجلس التعاون الخليجي في معرض الحرف والصناعات اليدوية لمجلس دول التعاون لدول الخليج العربية، والذي نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة في البرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية «بارع» خلال الفترة من (9 - 12) محرم الجاري، وحظي بإقبال كبير من الزوار الذي توافدوا إليه من داخل المملكة وخارجها، بهدف الاطلاع على فعاليات المعرض التي تعكس الإرث الحضاري المشترك لدول المجلس وتبرز مكانة الجزيرة العربية التاريخية كونها ملتقى للحضارات منذ فترة ما قبل التاريخ.
وقال وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المهندس حسين سعود السديري الذي زار المعرض واطلع على محتوياته: إن المعرض مثَل نافذة للاطلاع على الإرث المشترك لدول مجلس التعاون، مشيراً إلى أن ما يربط دول المنطقة من إرث حضاري عريق يؤهلها لإحداث نقلة نوعية بهذا الإرث الثقافي وتطويره ليسهم في رفد التنمية ودعم الاقتصادات المحلية لدول المجلس المختلفة، مشيداً بجهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة بالبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) ومبادرات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، رئيس اللجنة الإشرافية لبرنامج (بارع) المتواصلة في إحياء التراث وتطويره وربطه بالمجالات المختلفة، لافتاً إلى أن جهود البرنامج ومشروعات في هذا المجال تستحق الدعم والمساندة من كل مواطن ومواطنة، مضيفاً أن الهيئة نجحت في أن تشرك الجميع في هذه المهمة الوطنية الكبيرة، ووجدت التجاوب والمؤازرة من المجتمع المحلي والوزارات المختلفة بالدولة، وأضاف السديري: أن وزارة الشؤون البلدية القروية لن تألو جهداً في هذا الجانب، وقد نجحت في إنشاء إدارة مختصة للتراث العمراني للتنسيق وتكامل الأدوار مع جهود الهيئة من أجل النهوض بالتراث الحضاري في المملكة.
وأبدى المواطن أحمد الخلف (موظف) إعجابه بالمعرض ومحتوياته مشيداً بفكرة تواجد حرفيي دول المجلس في مكان واحد، مما يسهل عملية تبادل الخبرات والتجارب، متمنياً لبرنامج «بارع» مزيدا من التوفيق والتجويد في الدورات القادمة.
وقال الطالب البريطاني الجنسية (عبدالله عمر): لقد زرت هذا المعرض الرائع وتعرفت على تراث دول الخليج عموما والمملكة العربية السعودية بشكل خاص، وأعجبت بتراثها وتنوعه وثرائه.
وقال الطالب بجامعة الملك سعود خالد المطير، أنا فخور جدا بهذا المعرض والذي أحسنت الهيئة ممثلة ببرنامج (بارع) في اختيار المكان المناسب له وهو المتحف الوطني بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي، مبيناَ أن زيارته للمعرض بهدف التعرف على محتوياته بالإضافة إلى الاستعانة به وبمحتويات المتحف عموما في عمل تقرير لصالح الجامعة حيث تم توجيهي من قبل الجامعة لإعداد المادة من محتويات المتحف الوطني، من وثائق ولوحات ورسومات تجسد العمق الحضاري لبلادنا وعراقة تاريخها.
وفي السياق ذاته عبر عدد من المشاركين والمشاركات في المعرض عن شكرهم للبرنامج الوطني للحرف والصناعات اليدوية (بارع) ممثلة في صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة رئيس اللجنة الإشرافية لبرنامج (بارع) وجميع منسوبيها على تنظيم المعرض وإتاحة الفرصة لهم بعرض منتوجاتهم وتسويقها والتعريف بها، كل حسب منطقته.
إقبال واستقبال
وقالت الأستاذة أمل مبارك ناصر العلي المعاضيد، رئيسة الفريق القطري، رئيس قسم الفعاليات والمناسبات التراثية بمؤسسة بيت الحرف التقليدية بوزارة الثقافة والرياضة القطرية: في البدء أرفع الشكر إلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن سلمان، رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني, رئيس اللجنة الإشرافية لبرنامج (بارع) بالمملكة العربية السعودية وجميع منسوبي برنامج بارع على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، والتنظيم والترتيب الرائع للمعرض الأمر الذي مكننا من عرض منتجاتنا والتفاعل مع جمهور المعرض بشكل رائع، مما حقق أهداف المعرض في التعريف بالإرث الثقافي المشترك بين دول مجلس التعاون، لافتة إلى أن هناك عدة فوائد تم تحقيقها من هذه الفعالية على مستوى مشاركة الحرفيين وما يعود عليهم بالتعريف بمنتجاتهم وتسويقها، فضلاً عن التعارف فيما بين حرفيي وحرفيات دول المجلس وتبادل الخبراء مما يسهم في تجويد المنتج الوطني وترقيته.
وعبرت الحرفية نجلاء والحرفية مريم، من دولة قطر، عن ارتياحهما لنجاح المعرض وما وجده الفريق القطري وجميع الفرق المشاركة من حفاوة وتفاعل مع الحدث فقالتا : إن ما لمسناه من الشعب السعودي يستحق أكثر من شكر وامتنان، حيث غمرونا بحسن الاستقبال وأبهجونا بالإقبال على منتوجاتنا والتفاعل مع جناحنا بشكل مميز، فلهم التحية والتقدير، وجزيل شكرنا.
وقالت الحرفية أم محمد من الفريق السعودي المشارك في المعرض إن هذا المعرض أكد لنا أننا في دول الخليج نمثل بيت واحد متشابه في كل شيء، في الإرث والعادات والتقاليد واللغة وتربطنا وشائج وعلاقات تزداد متانة يوما بعد يوم، وقد أتاح لنا التعارف مع الحرفيين والحرفيات في دول المجلس المختلفة، ومكننا من تبادل الخبرات والتجارب التي ستنعكس على تجويد المنتج وإعداده للمنافسة في السوق المحلية والعالمية، وأضافت إن مثل هذا المعرض المشترك يمثل إحياء جسر تواصل بيننا لنبني معا مستقبلا واعدا لإنسان هذه المنطقة.
كما تقدم الحرفي ناصر محمد الجديعي (جناح السعودية) بشكره لبرنامج «بارع» على إتاحة الفرصة، وقال إن تميز هذا المعرض يأتي من تلاقي حرفيي مجلس دول التعاون الخليجي وتمكينهم من تبادل الخبرات والاطلاع على التجارب المختلفة.
وأشاد الحرفي عبدالله محمد سليمان العلي من الأمارات المتحدة بتنظيم المعرض والفرصة التي أتاحها لهم لعرض منتجاتهم على الزوار وقال: أنا قمت بإهداء عدد من منتجاتي على عدد من السفراء وزوار المعرض وهذا يمثل أكبر مكسب في التعريف بتراث بلدنا وتمكين الشعوب الأخرى من الاطلاع على تاريخنا وحضارتنا الممتدة والضارب في جذور التاريخ.
يشار إلى أن معرض الحرف والصناعات اليدوية الذي اختتم أعماله يوم الخميس 12 محرم الجاري وسط تفاعل وحضور جماهيري متنوع، ويعد المعرض السنوي الثاني للحرف والصناعات اليدوية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث كانت الدورة الأولى للمعرض بدولة قطر، وقد نظمته الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ممثلة ببرنامج (بارع) هذا العام، في المتحف الوطني بالرياض، بالتزامن مع اجتماع الدورة الثالثة لوزراء السياحة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، واشترك فيه عدد 18 حرفي وحرفية من كل دولة، تم تخصيص جناح مستقل لكل دولة بمساحة إجمالية (27) مترا ًمربعاً.
وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، رئيس الهيئة، رئيس اللجنة الإشرافية لبرنامج (بارع) ورؤساء الوفود المشاركة في الاجتماع بزيارة المعرض واطلعوا على أركانه ومحتوياته.