يمتد درب زبيدة «طريق الحج الكوفي» من الكوفة وحتى مكة المكرمة، وقد سمي بذلك نسبة للسيدة زبيدة بنت جعفر زوج الخليفة العباسي هارون الرشيد وذلك نظير الأعمال الخيرية التي قامت بها إضافة إلى المحطات العديدة التي أمرت بإنشائها على امتداد الطريق. والطريق من أحد المواقع العشرة التي طلبت الهيئة تسجيلها في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو وذلك بناء على موافقة المقام السامي الكريم رقم (52984) وتاريخ 29-12-1435هـ. وهي مواقع: واحة الأحساء، والفنون الصخرية في بئر حمى بمنطقة نجران، وقرية الفاو بمنطقة الرياض، وطريق الحج المصري، وطريق الحج الشامي، ودرب زبيدة، وسكة حديد الحجاز، وموقع دومة الجندل بمنطقة الجوف، وقرية رجال ألمع التراثية بمنطقة عسير، وقرية ذي عين التراثية بمنطقة الباحة. وكان درب زبيدة من الطرق التجارية قبل الإسلام وازدادت أهميته مع بزوغ فجر الإسلام، وقد شهد الطريق المزيد من الاهتمام وازدهر خلال عصور الخلافة الإسلامية المبكرة. وبلغ ذروة ازدهاره خلال الخلافة العباسية 132-656هـ - 750-1258م، عندما تم تحديد الطريق ورصفه كما تم إنشاء محطات الطريق وحفرت الآبار والبرك وأقيمت السدود وبنيت المنازل والدور.
وقد تم حصر (27) محطة رئيسية ومن أهمها: الشيحيات؛ والجميمة؛ وفيد؛ والربذة؛ وذات عرق وخرابة، كما يمتد عبر عدة مناطق هي: الحدود الشمالية؛ حائل؛ القصيم؛ المدينة المنورة؛ مكة المكرمة. ويملك الطريق قيمة عالمية استثنائية لأنه يجسد فعلياً الأهمية الثقافية للتبادلات والحوار متعدد الأبعاد بين البلدان وذلك من خلال جمعها للعديد من الحجاج المسلمين من مختلف الأعراق والأجناس والبقاع ومن هنا تتشكل التبادلات الدينية والثقافية والعلمية بين الناس من مختلف بقاع الأرض، كما يبزر درب زبيدة تفاعل الحركة، طوال الطريق، من حيث المكان والوقت منذ عصور ما قبل الإسلام وحتى نهاية الخلافة العباسية في القرن السابع الهجري -الثالث عشر للميلاد. وقد كتب العديد من المؤرخين والجغرافيين والرحالة عن درب زبيدة. ومن أهم من كتب عنه: ابن خرداذبة؛ وابن رسته؛ واليعقوبي؛ والمقدسي؛ والحمداني؛ والحربي؛ وابن جبير؛ وابن بطوطة، كما استقطب الدرب عدداً من رحالة الغربيين ممن تمكنوا من سلوك هذا الدرب والكتابة عنه في القرنيين التاسع عشر، والعشرين الميلاديين.