يوسف المحيميد
خلال اليومين الماضيين، شاهدت مقطعي فيديو، كلاهما عن باعة تمر في الشوارع، أحدهما تعرض لاعتداء مراقبي البلدية، الذين ركلوا «كراتين» التمر بأقدامهم، واشتبكوا في مشاجرة مع الشاب البائع، والثاني مقطع لبائع من الأحساء يتحدث بحرقة عن التضييق على الباعة، رغم أن «مبسطه» مجاور لحقل النخيل، ولم يقف في الشوارع العامة، أو يعطل حركة المرور، ويضايق الآخرين، ويصيح في المقطع، بأن هذه المهنة هي مهنته منذ القدم، ومصدر رزق أولاده، فكيف يمكنه العيش والصرف على احتياجات أسرته؟
أعتقد أن ملاحقة هؤلاء بشكل عشوائي، وعدم إيجاد حل لهم، وتوفير «مباسط» بديلة لهم، أو مكان نظامي يمارسون فيه البيع، سيؤدي إلى حرمانهم، وحرمان أسرهم، من الكسب الشريف، فيتحولوا إلى عالة في المجتمع، بأن يصبحوا متسولين في الشوارع، أو لصوص في الطرقات، وهذا كله ليس في صالح المجتمع، ولا في استقراره!
من هنا أرى أن على أمانات المدن العمل بجدية وإخلاص لتوفير مواقع تمتلكها الأمانات، أو تنزع ملكيتها بالشراء، وتؤسس على الطرقات الرئيسة مواقع جانبية لممارسة البيع والشراء لهؤلاء البسطاء، تماماً كما المواقف الجانبية في الطرق السريعة بين المدن، التي لا تعيق حركة المرور، ولا تتسبب في اختناقات مرورية، ولا تسهم في تشويه شوارع المدن، وفي نفس الوقت تمنح هؤلاء فرصة الرزق الحلال. ويمكن أيضًا تأسيس مواقع بيع مؤقتة على جوانب الطرق، تبعًا للمنتجات الموسمية، كما في كثير من مدن العالم.
إن ملاحقة هؤلاء، والتضييق عليهم في أرزاقهم، ليس حلا، ومنحهم التعهد تلو التعهد ليس حلا، وركل بضاعتهم بتهور أمام الملأ، ومصادرتها، ليس حلا، فالحل هو العمل الجاد على وضع حلول عاجلة لهم، من غير الإضرار بهم، وقطع السبيل عليهم في أرزاقهم، وفي الوقت نفسه، عدم التأثير على سلاسة المرور في مواقعهم، وتشويه المدينة في بعض مواقعها المهمة!