سعد بن عبدالقادر القويعي
استفزازاً لمشاعر المسلمين، واستخفافاً بالمقدسات الإسلامية، وحرمتها، والتي تتنافى مع كافة الشرائع السماوية، يأتي استهداف البلد الحرام؛ ومهبط الإسلام، وقِبلة المسلمين حول العالم، ضمن سلسلة جرائم الحوثي الذين استحلوا دماء الأبرياء، وانتهكوا حرمات الله بلا أخلاق، ولا ضمير إنساني، ولا وازع ديني يردعهم عن الاجتراء على قتل النفس البشرية البريئة، وتفجير أشرف بقاع الأرض؛ كونها تمثل تطوّراً فائق الخطورة، وتبعث برسالة استفزاز صارخة للمسلمين في أنحاء العالم، لا يمكن التراخي معها، أو الاستهانة بعواقبها.
خبث المخطط الحوثي ممن تم تسخيرهم كأدوات في مخططات التضليل، والتطرف، والعنف، والإرهاب، إنما يندرج وفق توجهات تآمرية، ومخططات يائسة تأتي في إطار تنفيذ سلسلة من التوجيهات الإيرانية، والتي تعمل على زعزعة الأمن، والاستقرار في المملكة الذي هو حجر الأساس في أمن، واستقرار المنطقة، والعالم الإسلامي. كما أنها تدفع بالأوضاع إلى حافة الهاوية من تأجيج الخلافات المذهبية، وتفجير الألغام الطائفية؛ من أجل دفع الأمور دفعا إلى الفوضى؛ لتتفاعل أحداثها، وتتوالد بشكل يكون من الصعب السيطرة عليها.
من جانب آخر، فإن حرمة إراقة دماء الآمنين، والأبرياء، وحرمة بيوت الله، - وخصوصا - المسجد الحرام الذي له المكانة العظيمة في قلوب المسلمين جميعاً، تتنافى مع كافة القيم، والمبادئ الإنسانية، والأخلاقية. بل ويثبت أن مكة، والمدينة، هما الهدف الأول للإرهاب الحوثي الأعمى، والمشبوه، الذي يشكل الوجه الآخر للاستبداد، ولمشاريع الفتن الطائفية، والمذهبية في المنطقة؛ باعتبار أن إقحام المقدسات الدينية في صراعات السياسة، والمزايدة عليها، هو من أخطر أنواع الصراعات، وأشدها ضراوة، واستعصاء على السيطرة، والتحكم.
لا يُعقل أن يقف العالم مكتوف اليدين في حضرة نهج الاعتداء، والاستفزاز، والعبث الذي دأب عليه الإرهاب الحوثي؛ - ولذا - فإن ضرورة العمل نحو تكثيف الجهود على المستوى العربي، والإسلامي، والدولي؛ لمواجهة الخطر الحوثي المستشري للإرهاب، يقتضي اتخاذ مجموعة من الإجراءات المشتركة السريعة، والقوية؛ للقضاء على إجرام هذه الفئة بشكل تام، وبما يضمن إعادة كامل الأمن، والاستقرار إلى كافة الأراضي اليمنية.
إنْ كنا نطالب بتضافر الجهود الإقليمية، والدولية الرامية إلى القضاء على ظاهرة الإرهاب الحوثي بكافة صورها، وأشكالها، وتجفيف منابع تمويلها، فإننا - في المقابل - لن ننسى الجهود الضخمة التي تبذلها السعودية؛ لأجل تعزيز أمن، واستقرار الدولة اليمنية، وإسهاماتها الفاعلة، والدؤوبة في مواجهة مختلف الأزمات التي تواجه المجتمع الدولي، والوصول لمستقبل أكثر أمنًا للبشرية.