د.عبدالعزيز الجار الله
العمليات التي كشفت عنها وزارة الداخلية يوم الأحد الماضي، تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك للمترددين أو من يقف على الحياد في العالم العربي والإسلامي أن أهداف المنظمات الإرهابية (داعش والقاعدة وحزب والله) وغاياتها في بلادنا الأعمال التخريبية وإثارة الفوضى، كما تؤكد أن من بين أبنائنا من يعمل من أجل التخريب والتدمير، أيضاً تؤكد أن من بين المقيمين في بلادنا من يعمل من أجل التخريب والتدمير، وأن بلادنا مستهدفة في أمنها وشعبها ومواقفها العربية والإسلامية، فليس هناك من مبرر في الأعمال الإجرامية التي كانت تنوي داعش تنفيذها في تجمع رياضي كبير يضم أكثر من 60.000 متفرج ومتنوع الفئات من مواطنين وأجانب وأطفال وكبار، فهي من الأعمال التخريبية بقصد زرع الفتنة وهز استقرار البلاد.
الأمر الآخر يكشف لنا هذا العمل جانباً مهماً من عمل وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية وهي الوقاية وإحباط العمليات، وهذا تميزت به وزارة الداخلية في العديد من الأعمال التي أحبطتها، والوصول إلى الجناة والكشف عن هويتهم وكل خفاياهم من يعمل من داخل السعودية أو من خارج السعودية، وهذا يعود بنا إلى المنهجية التي اتبعتها وزارة الداخلية في اختيار عناصرها الفاعلين في المهن الهندسية والفنية والمهنية والبرمجيات والحاسب الآلي والإدارة والقانون، آليات ومعايير قوية اتبعتها وزارة الداخلية منذ وقت طويل لفرز واختيار عناصرها حيث كانت تعمل مع الجامعات السعودية لاختيار الطلاب المتميزين المتفوقين في المجال العلمي وفي المهارات الشخصية، فاختارت فريقاً من كل جامعة من أجل توظيفهم بالوزارة في وظائف تقنية عالية والوظائف التي تحتاج إلى الذكاء والإبداع، لذا تمكن جهاز الرقابة من تشكيل فريق عمل أتاح له حماية أمننا، استطاع بحمد لله أن يجنّب بلادنا العديد من الأعمال الإرهابية وجعلها أعمالاً فاشلة.
انتقاء الأشخاص (الموارد البشرية) عامل مهم لنجاح أي قطاع من قطاعات الدولة، ووزارة الداخلية استقطبت القدرات المميزة في الجامعات وعملت على تدريبهم وابتعاثهم وتطوير إمكانياتهم.
نتعلم الكثير من وزارة الداخلية وهي تحقق النجاح في العمل الوقائي للوصول إلى المطلوبين بالمهارة والتقنية العالية التي تميزت بها.. هذا الجانب يجب أن يعمم على جميع الأجهزة الحكومية حتى تكون ذات تقنية عالية، ولتحقيق هذا الهدف أن تعمل القطاعات مع وزارة الداخلية من خلال برامج، ومن خلال مهام وبخاصة في قطاع التعليم العام والجامعات، فمعظم الفئات التي تم القبض عليها من المواطنين هي في سن التعليم وبخاصة المراحل الأخيرة من التعليم العام والسنوات الأولى الجامعية وهي السنة التحضيرية والسنة التأسيسية في الجامعات، وهذه مرحلة خطيرة هي التي يتخلّق فيها الإرهابي، وهنا لا بد من عمل خطوة متقدمة من الداخلية بالتعاون مع الجامعات من أجل حماية بلادنا والعمل المشترك من خلال برامج وميزانيات وتوجهات لمواجهة الإرهاب عبر الأعمال الوقائية.