سعد الدوسري
أشرت أكثر من مرة، إلى أن إعلامنا مقصر جداً في التعاطي مع كل أزماتنا، وخاصة تلك التي تدور رحاها في الحدّ الجنوبي. لقد تحوَّل المواطنون إلى ناطقين شعبيين، من خلال حساباتهم على تويتر، وقاموا بما لم تستطع المؤسسة الإعلامية الرسمية أن تقوم به. وهذا طبعاً لا يكفي، فنحن نحتاج إلى عمل منظم ومؤثر، وتحت مظلة رسمية، يعترف الجميع بها.
دول التحالف اليوم ممثّلة عسكرياً وسياسياً، ولكنها ليست ممثّلة إعلامياً. وربما سيكون هذا مدخلاً جيداً، من الممكن البدء به، لصناعة إعلام يخدم قضية إعادة الشرعية للجمهورية اليمنية، ومن ثم إعادة بنائها، جراء الحرب التي كان الانقلابيون في اليمن سبباً لها. وسيكون الهدف الرئيس لـ «إعلام التحالف»، جمع كل الأصوات الحريصة على إنهاء الحرب ورأب الصدع وضمان الوحدة لهذا البلد العظيم، الذي تمزقت أوصاله على أيدي الخصوم السياسيين. نحن نتحدث هنا عن صوت جماعي، يمثّل الأقطار العربية، وينقل وجهات النظر المتعددة، ويتيح المجال للرأي والرأي الآخر، لكي يعرف العالم أجمع أن ثمة تحالفاً في الرأي الجماهيري، ضد التدخل الأجنبي، وضد المساس بأمن دول الجوار. وسيكون لهذا الصوت قدرة أكبر على الوصول للعالم بأسره، وسينقل معه صوت الشرعية وصوت جماهيرها، من داخل وخارج اليمن.
نحن نقف مكتوفي الأيدي، أمام الأصوات الإعلامية التي تصوِّر الواقع تصويراً زائفاً، وتكسب تأييد قطاعات مغيَّبة من الجمهور العالمي.