مهدي العبار العنزي
من أهم ما يُميز المقاتل ارتفاع الروح المعنوية لأنها في مقدمة العوامل الأساسية في حياة كل من ينتمي إلى السلك العسكري.. من خلالها نجد الفرد والضابط يؤدي واجباته بأمانه وإخلاص.. يندفع إلى ميادين الشرف بحماس منقطع النظير.. متعاوناً مع زملائه في الوحدة وفي كافة القطاعات، وارتفاع الروح المعنوية ينعكس على العقيدة القتالية للجيوش، وينمّي قُدرة الجندي للوصول إلى أقصى حدٍ من الوفاء والتضحية والفداء دفاعاً عن الأرض التي احتضنته، واحتضنت قبله الآباء والأجداد، والمواطن السعودي وعلى مختلف المستويات يحق له أن يُفاخر ويشمخ ويعتز بجنود الوطن في كل موقع من بلاد الحرمين، وهم يشاهدون هؤلاء الجنود يدافعون عن الحدود بكل عزيمة وإصرار.. يخوضون المعارك ببسالة متناهية.. يحطمون أعداء العقيدة والقيم، ويفتخرون برجال الأمن وهم يقفون في وجه الإرهاب يحفظون أمن الوطن واستقراره، لينعم أهله والمقيمون على ثراه بالعيش الكريم والطمأنينة.. نعم إنهم حماة الوطن ودروعه، بين الحين والآخر تنقل لنا شاشات التلفزة تصريحات لبعض القادة والضباط والأفراد في الحدّ الجنوبي، وعندما تتمعّن في هذه التصريحات تجد علامات النصر ترتسم على وجوههم، وأن معنوياتهم تُعانق عنان السماء لأن هؤلاء الرجال يؤمنون برسالتهم ودورهم في خارطة المملكة، وأنهم مطمئنون على أولادهم وأسرهم، وأن حقوقهم مكفولة ومكانتهم محفوظة عند من يعتز بتضحياتهم (الجبهة الداخلية) التي تعني لهم الصمود والثبات في مهماتهم كافة.
جنودنا البواسل: أعمالكم العظيمة وطموحاتكم الكبيرة يشهد لها التاريخ ويسجلها بحروف من نور لما تتمتعون به من شجاعة ورجولة وأخلاق فاضلة لأنكم تمثّلون كل القيم والفضائل.. لا تهتمون بالثناء والمديح لأنكم إن قمتم قمتم لله.. وإن قعدتم قعدتم مع الله.. وإن حاربتم حاربتم لإعلاء كلمة الله.. وإن نياتكم خالصة لوجه الله.
نعم أيها الأبطال.. إن معنوياتكم العالية مصدرها أنكم لن تعتدوا على أحد، وأنكم تحاربون لدفع ضرر شرذمة طائفية أعادوا اليمن إلى عصور الجاهلية والتخلف والعنصرية.. ارتموا في أحضان أحفاد الساسانية الذين يريدون تمزيق اليمن ومعه كل الأقطار العربية، ولكن الله لهم بالمرصاد، ثم أنتم يا من تدحرون الأوغاد.
جنودنا: عليكم بالصبر والثبات.. وتنفيذ الواجبات.. وتحمُّل المهمات لأنكم أهلٌ للمكرمات.. تحققون المعجزات، والبطولات.. تدافعون عن المقدسات.. وصون المحصنات.. سيروا على بركة رب السموات. انتصاركم
ومعنوياتكم العالية دليل على إيمانكم أن الوطن لا يحميه إلا أهله.. زدتم فخراً واعتزازاً وانتصاراً.. وللمعتدي الخزي والعار والاندحار.