برلين - د ب أ:
وسط صرعات الأنظمة الغذائية المختلفة التي تأتي وتذهب، يُعد نظام «هاي» الغذائي مميزًا لاستمرار شعبيته بين الذين يتطلعون لإنقاص وزنهم، ويُعرف أيضًا بنظام دمج الطعام الذي طوره قبل قرن الفيزيائي الأمريكي ويليام هاورد هاي في أوائل القرن العشرين. ويتمحور المفهوم الرئيسي للنظام الغذائي حول فصل الغذاء إلى ثلاث فئات: طعام قائم على البروتين وقائم على الكربوهيدرات والعناصر المحايدة، والقاعدة الرئيسية: لا تأكل أبدًا طعامًا غنيًّا بالكربوهيدرات مع طعام غني بالبروتين. ويخصص الصباح والمساء للطعام من فئة الكربوهيدرات، بينما الغداء يحتوي على طبق من البروتين، وتقع الخضراوات والمأكولات الغنية بالدهون في الفئة المحايدة التي يمكن تناولها مع أي من الفئتين الأخريَين.
وتنصبّ نظرية «هاي» على أن جسم الإنسان لا يهضم البروتينات والكربوهيدرات بالطريقة نفسها، وأن تناولهما في الوقت نفسه يدفع الجسم إلى إنتاج أحماض مدمرة للصحة، تثير عملية التخمير في المعدة. ويسمح فصل الطعام للجسم بإزالة السموم؛ وبالتالي يكون لها أثر علاجي على صحة المرء، غير أن تغيير نظرية هاي، التي ترى أن مزج أغذية بعينها يسبب أمراضًا متعلقة بالأيض، غير موفَّق بحسب أندرياس بفايفر مدير قسم علم الغدد الصماء في مستشفى شاريته ببرلين.
وقال بفايفر: «السكري والأزمة القلبية والسكتة الدماغية أو السرطان هي من أهم الأمراض الناجمة عن البدانة»، وفي حال أكل المرء أطعمة معينة معًا أو بشكل منفصل فإن هذا ليس له تأثير على الإطلاق على هذه الأمراض. وقال شتيفان كابيش من المعهد الألماني للتغذية: «توازن جيد قائم على الأحماض مهم، غير أن فصل الأطعمة ليس ضروريًّا لإدارة هذا التوازن»، ويستطيع الجسم تنظيم أي اضطرابات، والحفاظ على مستويات درجة الحموضة بالدم والأنسجة مستقرة بدون تدخل خارجي. وقال بفايفر: «لقد تم منذ فترة طويلة دحض نظرية أن الكربوهيدرات والبروتينات لها أثر سلبي عندما يكونان في الجهاز الهضمي في الوقت نفسه»، ومع ذلك فإن الكثيرين يخسرون الكثير من الوزن بالتحول إلى نظام «هاي» الغذائي. وتؤكد هايكه دتارت من الرابطة الألمانية لخبراء التغذية: «تأكيد اعتماد (هذا النظام) على الخضراوات كفئة حيادية إلى جانب الأطعمة الصحية هو بالتأكيد نقطة إيجابية إضافية لهذا المفهوم»، غير أنه - من وجهة نظر غذائية - تنصح دتارت بعدم اتباع نظام هاي بصرامة أو لفترة طويلة نظرًا إلى أن الكثير من الأطعمة تحتوي على كل من الكربوهيدرات والبروتينات بكميات متساوية، وتناولها بشكل منفصل على أساس يومي قاسٍ للغاية.