د.مهندس أحمد ابن حمد اباالخيل
ليسمح لي القارئ العزيز أن أدخل في صلب الموضوع مباشرة, ليس عيباً أن نمر بـ»مطب» اقتصادي، فكثير من دول العالم مرت بأزمات اقتصادية، وخرجت منها بأفضل حال.. لدينا الكثير من العمل وتكثيف الجهد ليس فقط من أجل الخروج من هذا «المطب» ولكن لتحقيق رؤية 2030 المستقبلية لذلك أمامنا مهمة صعبة ولكنها ليست مستحيله، فبتجنيد إمكانياتنا وجهودنا واستخدامها لهذا الغرض سنصل إلى ما نصبو إليه.
أحد المصادر الرئيسية في عجلة التنمية الاقتصادية واستمراريتها هو الاستثمار بكل انواعه وجوانبه.. ومن هنا تكمن فكرة الاستثمار في المدن الذكيه.
إن بناء المدن الذكية يستحق البحث والدراسة وإعطاءه أولوية قصوى خاصة في هذه المرحلة الحرجه. ولنبدأ بمدينة الرياض، مدينة الرياض تتوفر فيها البنية الأساسية والاقتصادية والعامل السكاني وشبكة الطرق والمواصلات إلخ..
وإذا وضعنا سيناريو للمدينة الذكية والتي ستكون خارج النطاق العمراني للعاصمة فإنها تشمل التالي:
- تقوم الدولة رعاها الله بتوفير المساحة الكافية لبناء المدينة الذكية.
- وإذا ما افترضنا جدلياً، فإن موقع المدينة يتكون إما من جهة الشمال حيث توفر شبكة الطرق والمواصلات، أو جهة الشرق ويقترح أن تتراوح مساحة المدينة ما بين 50-100 كم2.
- تتولى إحدى الشركات الاستثمارية الهندسية الرائدة في مجال تخطيط وتصميم المدن سعودية كانت أم أجنبية بتخطيط المدينة وتصميمها وفق مواصفات ومعايير خاصة ومحددة أعدت لهذا الغرض.
- يشكل التصميم اللبنة الرئيسية لمشروع المدينة الذكية، حيث ستطبق فيه كل عناصر الجذب الاستثماري والحضاري للعاملين والقاطنين ومرتادي المدينة من رجال أعمال وزائرين، وذلك من خلال:
- البنايات الذكية (صديقة البيئة) ذات الأدوار المنخفضة والتي لها دور في تخفيض استخدام الطاقة.
- طرق رئيسية بتصاميم حديثة لا يزيد عرضها عن 30م لأن الاعتماد على وسيلة نقل في المدينة سيكون القطار ذا السعة الخفيفة الذي سيربط شمال المدينة بجنوبها وشرقها بغربها مروراً بمركز المدينة.
- تشييد المواقف الذكية وهي عباره عن مواقف سيارات متعددة الادوار، وفوق كل موقف إضاءة خضراء أو حمراء مما يوضح أن الموقف متاح أو غير متاح ويستطيع قائد المركبة تحديد ذلك من على مسافة بعيدة.
- عدم تشجيع استخدام المركبات بجميع أنواعها وذلك للتخفيف من العوادم المسببة لكثير من الأمراض وأيضاً تخفيف الازدحامات، وفي المقابل الحث على استخدام وسائل أخرى للتنقل داخل المدينة كالقطار ذو السعة الاستيعابية الخفيفة.
- ربط المدينة الذكية بالعاصمة الرياض بأحد خطوط الميترو المنفذة حاليا سواءا كانت المتجهة شمالاً أو المتجهة شرقاً وفق الاختيار النهائي لموقع المدينة الذكية، ويقترح أن لا تبعد المسافة بينها وبين الرياض لأكثر من 100 كم وذلك لسهولة وسرعة التواصل بشكل يومي.. كما أنه من الضروري ربطها بالرياض بطريق سريع، على أن تكون هناك مجمع لمواقف السيارات خارج المدينة الذكية واستخدام وسائل النقل الأخرى كالقطار ذي السعة الخفيفة داخل المدينة الذكية.
- تكثيف شبكة إنترنت عالية الجودة (خدمة الواي فاي المجانية) لخدمة العاملين ورجال الأعمال والزوار في جميع أجزاء المدينه بدون استثناء.
- وضع الشبكات والخطوط اللازمة لاستخدمات السيارات الكهربائية، والتي ستصبح في وقت قريب أحد أهم وسائل النقل خاصة داخل المدن.
- ربط جميع البنايات في وسط المدينة بعضها البعض بجسور مشاة أو أنفاق وذلك لسهولة النتقل بين الشركات والمؤسسات وتقليل تكلفة الطاقة المستهلكة.
- مناطق وأحياء سكنية صممت هندسياً بتصاميم فريده ومميزة (أحياء سكانيه مغلقة) لجذب المستثمرين وراغبي السكن (للإيجار فقط),
- شقق سكنية مميزة وفاخرة بتصاميم عصرية وخدمات شاملة (نظام أمني كونسيرج، أندية صحية الخ..).
- استقطاب الشركات والمؤسسات العالمية الرائدة في قطاع المال والأعمال بمميزات وحوافز.
- البدء في استخدام الطاقة الشمسية كما هو متبع في بعض الدول خاصة الولايات الجنوبية من الولايات المتحدة الأمريكية.
- إضافة الخدمات المساندة كالمراكز الطبية ومراكز التسوق المغلقة والفنادق إضافة إلى مراكز الأبحاث العلمية والتقنية ومراكز التطوير والتنمية ومراكز لرجال الأعمال.. وخلافه، على أن تشملها شبكة الإنترنت المجانية.
- إن الهدف الأساسي من تشييد «مدينة ذكية» خارج النطاق العمراني لمدينة الرياض هو الاستثمار بعيد الأمد.
- فك الاختناق السكاني عن العاصمة.
- حل لبعض مشاكل الإسكان.
- عالم جديد، رؤية عصرية في بناء وتشييد المدن.
- و أخيرًا، جميل أن يتفاءل الإنسان، ولكن الأجمل أن تتبلور هذه الفكرة أو هذا المقترح وتتحول إلى حقيقة لتساهم في استمرار اقتصاد متين لا يعتمد فقط على مداخيل البترول. فنحن لدينا الكوادر البشرية والعقول الناضجة والخبرات الكافية لتحقيق ذلك.