أحمد فلمبان
هناك بعض الفنانين المتعطشون للشهرة يُطرقون كل الأبواب للوصول إليها لإضافة أسمائهم والتنويه عنهم كفنانين متميزين وإعداد الكتب عنهم ومن مبدأ (المال يُحقق المُحال) بفبركة المسيرة والإنجازات والمشوار وبكل اللغات تتفاوت الأسعار حسب نوعية الإصدار وتكاليف الطباعة والنشر، وهذه الوسيلة في شراء الشهرة والافتتان بالذات، غير مستحب في عالم الفن النقي، لأنها مدفوعة الثمن، وهذه الحالة أفرزتها تقوقع الصفحات التشكيلية بالصحف المحلية وعلى مدى السنين بنفس الأسلوب وحكرها على أسماء معينة، ولا توجد هناك فرص للتجديد والتطوير، بالإضافة إلى عدم وجود المصادر والمطبوعات الدورية الفنية تفيد المهتمين في الفنون البصرية، وقد تكون الصحافة الإلكترونية كسرت الحاجز الذي كانت الصحافة التَّقليديَّة تضعه باحتكارها أخبار الفنانين، ولكن البعض منها غير موثوقة لأنَّ الكثير من المواقع والمنتديات والصحف الإلكترونية دخيلة ومجهولة أو ناشئة وتعتمد على العشوائية في تجميع الأخبار دون التأكُّد من صحتها، كما تبرز إشكاليَّة الاعتماد على هذه المواقع لأنَّ كل من لديه خبر ينشره على أحد المواقع الاجتماعية، فالإنترنت موجود أينما كان، وكذلك للمواقع الإلكترونيَّة مساحة أكبر للانتشار ومفتوحة لكل ألناس وعلى الرغم من انتشار مواقع التَّواصل الاجتماعي أخيرًا، إلَّا أنَّه لا يمكن اعتبارها مرجعية صادقة، لأنَّ الفنان يعرض عليها ما يناسبه فقط، في حين أنَّ وسائل الإعلام التقليدية والمطبوعة تكون أكثر دقة وأخبارها مستقاة من مصادرها المباشرة وبموجب معايير النشر والرقابة الرسمية.
وعلى نفس السياق يسعى البعض الولوج إلى الشهرة ووهم الوصول للعالمية، بنفس الأسلوب، فيتجهون إلى الفعاليات والملتقيات الخاصة التي تقام في الخارج ويدفعون الرسوم الباهظة للمشاركة فيها للفت الأنظار والتباهي، ولكن يبقى الرهان على مدى مصداقية هذه الفعاليات والفائدة المرجوة منها، فكثير منها تجارية، يتم تخطيطها بعناية باختيار العناوين المفخمة الجاذبة مثل (أوسكار الفن، صالون الفن، البينالي العالمي، الملتقى العالمي، سبوزيوم) وتصميم الجوائز بعناوين رنانة، (الأوسكار، جائزة نوبل، وسام المحبة الأوروبي، درع التقييم الريادي، وشاح التميز العالمي) وإعداد الشهادات بعناوين باذخة فضفاضة، مثل (الفنان العالمي، سفير الفن، رمز التشكيل العربي، فارس التشكيل) وتكريم أحدهم وإنْعَامه بألقاب أجنبية مثل (قومسيير، إيركودور، أمباسادور) وإلخ هذه المسميات المُبْهِرة المُفَخْمَة، والاستعانة بأسماء فنانين متقاعدين بأسماء خواجاتية، للجذب الإعلامي لا تفيد الفنان، بل تسيء عند إلصاق مشاركاته بالفن التشكيلي السعودي.
وثمة أمر مهم جداً، أن الفعاليات الدولية وجوائزها المعروفة، علامة مسجلة تنظمها دوائر الثقافة والفنون وتخضع للحقوق الملكية الفكرية، وعادة يتم الدعوة للمشاركة فيها عبر القنوات الرسمية الحكومية. لذلك أقترح، إنشاء مركز معلومات في وزارة الثقافة أو جمعية التشكيليين، يشمله قاعدة بيانات وقسم للمواصفات والجودة النوعية واستقصاء حقيقة الفعاليات الخارجية وأثرها على التشكيل السعودي وفائدتها على الفنان المشارك، وتوعية الفنانين والمهتمين عن حقيقة هذه الفعاليات والإصدارات التجارية، لأن المتلقين والفنانين البعيدين عن الأجواء ينبهرون بتلك الملتقيات والإصدارات ويصدقون وصول المشاركين فيها إلى البوابة الدولية، والتحليق في أجواء عالمية احتكاكاً بالفنانين العالميين.