رابغ - جدة - صلاح مخارش / تصوير - أحمد قيزان:
في الوقت الذي افتتحت فيه مؤسسة محمد بن سلمان بن عبدالعزيز «مسك الخيرية»، صباح أمس الأول في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية شمال جدة مهرجان «حكايا مسك» كان لشغف طلبة التعليم العام موعد مع الأقسام الإبداعية، حيث توافد مئات الطلبة منذ الصباح الباكر على أقسام «المؤلف الصغير» و«محترف الكتابة»، و«ساحات الرسم»، و«إستديو الإنتاج»، ليبدأوا بعد ذلك في حضور ورش عمل وعروض مسرحية قدمها رسامون ومؤلفون ومنتجون، تتحدث أساليب الإبداع في طرح الأفكار وعرض المحتوى.
الفترة الصباحية لفعاليات مهرجان حكايا مسك، شهدت عقد ثلاث ورش عمل وثلاثة عروض مسرحية في قسم المؤلف الصغير، فيما شهد قسم محترف الكتابة عقد ست ورش عمل وثلاث ندوات، أما ساحات الرسم فشهدت انعقاد 6 ورش عمل و3 عروض مسرحية للرسم، بينما شهد معمل الأنميشن «الرسوم المتحركة» ست ورش عمل وثلاث ندوات، والحال كذلك في قسم إستديو الإنتاج، كما شهدت الفترة المسائية إعادة انعقاد جميع هذه الورش والندوات من الساعة الخامسة حتى الساعة العاشرة مساءً.
وانطلقت عصر نفس اليوم فعاليات سوق حكايا التي يشارك بها 30 شاباً وشابة لعرض إبداعاتهم في من لوحات رسم ومجسمات وأعمال حرفية، بينما تبدأ فعاليات مسرح حكايا الساعة السادسة بفقرة حكايا شباب يتحدث خلالها عمرو الناظر، يتبع ذلك عرض مرئي لأفلام قصيرة، وعند الساعة التاسعة من مساء اليوم يستضيف المسرح الدكتور عبدالله المغلوث في فقرة حكايا مرابطين يتحدث خلالها عن تجربته في تغطية أحداث الحد الجنوبي، يتبع ذلك عرض مسرحية حبل غسيل.
وسجّلت أروقة قسم «المؤلف الصغير» توافد المئات من طلبة المرحلة الابتدائية، وبدأت ورش العمل في عقدت جلسات عملية عن كيفية تعلم كتابة القصة، والتأليف، عبر أقسام خصصت، وجهزت بأحدث وسائل التقنية لتعلّم كتابة القصة، والتي كانت بمثابة جلسات عصف ذهني يقودها متخصصون في الكتابة وأساليبها، مستعرضين مراحل كتابة القصة من الفكرة مروراً بالرسم حتى الوصول إلى إنتاج قصة قابلة للنشر.
وكان للقائمين على قسم المؤلف الصغير طرق مبتكرة لتعليم المشاركين في اليوم الأول طرق الكتابة، وتأليف القصة من خلال الْجَمْع بين قيم التعليم والتدريب والتثقيف، إضافة إلى إدخال بعض الفقرات الترفيهية والتفاعلية.
وتحدث عدد من المشاركين في ورش العمل عن مشاركتهم وتفاعلهم، إذ يقول محمد الرابغي، إن سبب حضوره إلى قسم المؤلف الصغير هي الرغبة في المشاركة وتجربة تأليف القصص والكتابة، لا سيما أنها تقدم بطرق مبسطه وسهلة في إيصال المعلومة مع التطبيق العملي، والتجربة من خلال كتابة القصة، وإنتاجها، وطباعتها في نفس الوقت.
من جهته قال محمد عمر البالغ من العمر 12 عاماً، إنه استفاد من التطبيقات العملية في القسم، بينما قال عطية محمد الذروي وهو أحد الزوار أنه تمكن من كتابة قصته والتي كانت حول المدينة المنورة، مبيّناً أن تجربته في كتابة القصة والتأليف كانت مفيدة بالنسبة له شخصياً، خصوصاً أنها شرعت له الأبواب للدخول إلى عالم القصة، والكتابة، معتبراً أن مثل تلك الورشة مهمة في تنمية المهارات، وتطوير الإبداعات .
وتحوّلت ساحات الرسم ضمن فعاليات الأقسام الإبداعية بملتقى حكايا مسك، إلى خيمة لتأمل الزائرين في تفاصيل لوحات معروضة على الجوانب، ومن ثم ورش عمل وعروض مسرحية يقدّمها رسامون بهدف إتاحة الفرصة أمام الحضور لبث آمالهم والتعبير عنها عبر الرسم.
أجواء تلك الساحات دفعت بطلاب المدارس ممن زاروا الملتقى خلال الفترة الصباحية، إلى خوض تجربة محاكاة واقعية، والتي بدأت بجانب فكري نظري لتنتقل فيما بعد إلى عرض عملي كان نتاجه أثر من 40 ورقة رسمها الطلاب من تلقاء أنفسهم.
ويرى مقدّم العرض المسرحي الروائي والرسام مهنا طيب، فاعلية إشراك الحضور في ممارسة الرسم المباشر مع المشاركين من الرسامين ومناقشة رسوماتهم مباشرة في نفس الوقت.
وقال: «مثل تلك المناقشات تركت انطباعاً إيجابياً لدى كل طالب تقدّم برسمه أمام زملائه عبر منصة الرسم، وهو ما زرع بداخلهم حب أوراقهم ليتهافتوا على تذييلها بتوقيع الرسامين بالساحات».
وعلى الجانب الآخر من ساحات الرسم، أعشاب طبيعية تعرف باستخدامها كمشروبات ساخنة، فضلاً عن بذور تدخل في بهارات المأكولات، سخرتها الرسامة إيمان سراج في لوحاتها لتعتمد عليها كلياً كألوان طبيعية تنتج منها لوحات فنية مختلفة، مشيرة إلى أن اللوحة الواحدة تستغرق ما بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بمعدل 4 ساعات عمل يومياً، ولا سيما أن كل طبقة من طبقات الألوان المستقاة من تلك الأعشاب والبذور تحتاج إلى التجفيف قبل وضع الطبقة الثانية عليها.